للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخازن البكتمرية بعلة الطاعون، وكان أوصى أن يدفن بقبّة سيدنا الإمام الشافعى ، وتعصّب له الأمير مثقال مقدم المماليك السلطانية وشاور السلطان على ذلك فأذن (١) له، فارتجت القاهرة لذلك وشق عليهم كيف يحفرون فى القبة عند قبر الإمام الشافعى ، فنهض رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى - كاتب السر حفظه الله على المسلمين - وصعد للسلطان وعارضه فى ذلك وقال:

«هذا لا يحل» - يعنى لا يجوز أن ينبش على قبر الإمام؛ فرجع السلطان عن ذلك والله الولى والمالك.

ولام الناس أبا الفضل صاحب الترجمة على هذه الوصية، وتفرقت العلماء وظائفه من بعده، ومن جملة من أخذ من وظائفه الشيخ العلامة زكريا (٢) أخذ تدريس السابقية وسكن البيت المجاور لها الذى كان سكن ابن الملقن، وهو وقف المدرسة. وكان بيننا وبينه صحبة أكيدة ومجالسة ومذاكرات.

عفا الله عنه.

٢٢ - محمد بن يحيى الشيخ الإمام العالم البارع الدين الصين أبو السعادات ابن قاضى القضاة شيخ الإسلام شرف الدين يحيى (٣) المناوى الشافعى شيخ الصلاحية (٤)

- ومدرسها - المجاورة لقبة الإمام الشافعى . ولد بالقاهرة ونشأ بها تحت كنف والده (٥) على سمت حسن، فحفظ القرآن العظيم


(١) يستفاد مما أورده السخاوى: شرحه فى ترجمة له أن السلطان كان كبير التقدير له، عظيم الاعتزاز به.
(٢) راجع عنه الضوء اللامع ٣/ ٨٩٢.
(٣) الضوء ١٠/ ١٠٣٣.
(٤) وتعرف أيضا بخانقاه سعيد السعداء وهو الأستاذ قنبر (أو عنبر) أحد الأستاذين المحنكين عتيق الخليفة الفاطمى الستنصر، ثم أصبحت بأمر صلاح الدين الأيوبى خاصة بفقراء الصوفية الواردين من خارج مصر، راجع الخطط للمقريزى ٢/ ٤١٥.
(٥) راجع عنه السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ١٠٢٣، ابن العماد الحقبلى: شذرات الذهب ٧/ ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>