للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شهر ذى الحجة الحرام]

أهلّ بيوم الأحد ويوافقه السادس عشر من بشنس القبطى، لأن ذا القعدة جاء تماما، ثم ثبت بعد ذلك أن أوله السبت ووصل الخبر بذلك من المحلة فى يوم الثلاثاء ثالثه بعد الظهر وأخبر السلطان بذلك.

فيه صعد قضاة القضاة ومشايخ الإسلام لتهنئة السلطان بالشهر على العادة وكنت صحبتهم، وهنوه على [١٧٣ ب] المصطبة المستجدة آخر الحوش السلطانى، فطلب قاضى القضاة الحنفى من السلطان عيونا شغل الفرنج التى ينظر بها للكتابة كانوا أحضروا له منها بعدّة، فأجابه: «هذا الذى طلبته مفضضا، وأنت ما يجوز لك استعمال ذلك» فما ساعه إلا السكوت، وكلح من الرد عليه بحضور رفقته، فليت شعرى ما الملجئ له فى ذلك، والله الحاكم والمالك.

وفى يوم الاثنين ثانيه وصل قاصد من عند الأمير يشبك عظيم الدنيا الدوادار الكبير وأخبر أن شاه سوار المخذول أرسل إليه بمفاتيح قلعة درنده، وأنه أرسل إليها ثانيا الأمير دقماق (١) أحد أمراء العشرات وصحبته عدة من المماليك السلطانية فتسلموها وقطنوا بها وأنزلوا من بها من المقاتلة وهم نحو مائة نفر، ومقصود شاه سوار الأمان لنفسه، ولم يتأخر من معاملات السلطان التى كانت بيد شاه سوار قلعة واحدة سوى قلعة زمنطوا فإنه مقيم بها، وجهز إليه عظيم الدنيا الدوادار الكبير مهمندار حلب إلى المكان الذى هو مقيم به فوجده فى فئة قليلة نحوا من أربعين نفسا، بعد أن كان هذا القاصد الذى توجه [قد]


(١) لعله الأمير دقماق التركمانى، فقد جاء فى ترجمته فى الضوء اللامع ٣/ ٨١٩ أنه كان فى خدمة الدوادار، وكانت وفاته سنة ٨٩٥، وإن لم ينص على ذهابه إلى درندة.

<<  <  ج: ص:  >  >>