ولو أردنا ذكر بقية النواب والقلاع لطال الشرح فى الكلام، والله يهدينا إلى دار السلام.
[شهر الله المحرم]
فيه صعد قضاة القضاة ومشايخ الإسلام لتهنئة السلطان بالشهر على العادة، ولم يتكلموا فى شئ من أمر ابن الفارض لا بنفى ولا إثبات (١).
وطلع البرهان البقاعى فى هذا اليوم قبل كل أحد وجلس بالجامع وصحبته كتب كثيرة وليس هو راجعا عما قاله فى كلام الشيخ ابن الفارض وتكفيره، وبلغنى من عدة جماعات أنه أوصى، وعنده أن هذا الأمر ليس التكلم فيه إلا فرية محض، فإن قتل قتل شهيدا، فالله أعلم.
وفيه ركب العسكر بتمامه وكماله على مرات: فرقة الأمراء وفرقة المباشرين وفرقة قضاة القضاة وتوجهوا لبيت المقر الأشرف الكريم العالى السيفى عظيم الدنيا يشبك من مهدى أمير دوادار كبير وما مع ذلك فلم يجتمعوا به فإنه محجوب، حتى [كان] من جملة من توجه إليه المقر الأشرف الكريم العالى السيفى الأتابكى أزبك من ططخ عز نصره وإينال الأشقر رأس نوبة النوب فلم يجتمعوا به وهو محجوب، ولم يصعد فى هذا اليوم إلى الخدمة.
وسبب ذلك أن السلطان - نصره الله - شكى له من ابن غريب قبل هذا ورفعت له قائمة بما استأداه الأمير الدوادار من الوجه القبلى من الجبايات وغيرها، فجاء مجموع ذلك مائتى ألف دينار وخمسين ألف دينار، خارجا عن الخيول والبقر والرقيق، فرمى الأمير الدوادار - حفظه الله - الوظائف، أعنى الوزارة والأستادارية فتدخلوا عليه أن لا يغضب فحلف لا يتكلم فى شئ إلا إن أعلمه السلطان بمن قدّم له القائمة، إن كان مباشرا فيحضر ويثبت مقالته إن كان كذبا أو صدقا،