ويعمل معه ما يستحقه، واستمر الأمر على ذلك. على أن الناس أشاعوا أن السلطان يقرر ابن غريب أستادارا وقاسم شغيته وزيرا ويحاسبهما على ما يتوفر من الديوان المفرد والدولة فيحملونه له فى كل شهر.
واستهلت هذه السنة والأسعار بحالها وزيادة، فإن القمح الطيب بتسعمائة وما دونه بثمانمائة الإردب، والدقيق كل بطة زنتها خمسون رطلا بمائتى درهم وعشرين درهما، والشعير بثلاثمائة وثمانين درهما الإردب، والفول بقريب ذلك، والقفة الدريس بدرهم وهو رخيص بالنسبة للعام الماضى، والتبن موجود كثير كل حمل بخمسة أنصاف وأكثر بحسب حشوه وما فيه، واللحم الضانى بعظمه (١) بتسعة دراهم الرطل وبلا عظم بإثنى عشر درهما، والبقرى بستة دراهم الرطل، والدجاج لا يوجد إلا نادرا عند الأكابر، [أما] السمين منه فعديم الوجود، وكل طائر منه بأربعة أنصاف، والفروج الواحد بلغ إلى خمسين درهما وليس فيه أوقيتان من اللحم، والأوز موجود لكن بثمن زائد على ثمنه مرة أخرى، فإن ثمن الزوج المليح ستة أنصاف فوصل فى هذه السنة إلى ضعف ذلك.
وأما الخبز عند الباعة فصغير جدا، الماوى نصف رطل ويعجز أيضا عنه بدرهم، والرومى أقل منه بنصف أوقية مع سواد فيه، وصار الخبز غالبه من الشعير عوض القمح، وصار غالب الناس بأكلونه وما رأينا غلاء وقع واستمر نظير هذا، فالأمر إلى الله يفعل ما يشاء ويختار.
والجبن الحالوم بإثنى عشر درهما الرطل والأزرار والمشوى بثمانية دراهم الرطل، والمقلى بأحد عشر درهما الرطل، وأما العسل النحل من عند الزيات بأربعة وعشرين درهما الرطل، والعسل الأسود بإثنى عشر درهما الرطل، والسيرج بثمانية عشر درهما الرطل، والزيت الطيب كذلك، والحار بتسعة، والأرز