للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو بن العاص، وكان له جنازة حافلة مشهودة جدا حضرها رفقته قضاة القضاة وأعيان الدولة ورؤساؤها وغالب أمرائها ودفن بالقرافة، وأثنوا عليه خيرا، وهو الذى أمر بسفك دم منصور الأستادار فضربت عنقه بشهادة القاضى معين الدين الطرابلسى وغيره. وندم على ما قدم. والله يعفو عنه ويغفر لنا وله وللمسلمين.

[٢١ - محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد العقيلى النويرى المكى الشافعى الشيخ كمال الدين]

، أبو الفضل ابن الشيخ زين الدين أبى الفضل ابن قاضى قضاة مكة محب الدين خطيب مكة وابن خطيبها وابن قاضيها، مولده فى سنة سبع وعشرين تخمينا، ونشأ يتيما هو وأخوه أبو القاسم، وأبو القاسم هو الأكبر، رأيته وهو بصير، ونشأ بمكة المشرفة فحفظ القرآن العظيم وعدة فنون فى مذهبه واشتغل يسيرا، وباشر خطابة مكة وهو صغير وأخوه المذكور شريكين لابن عمهما أمين الدين قاضى القضاة بمكة النويرى، ثم انفرد بها مدة ثم عزلا عنها غير مرة (١) ويطول عزلهما وولايتهما سنينا، فقدر الله أن وقع بين صاحب الترجمة وبين قاضى مكة برهان الدين إبراهيم بن ظهيرة (٢) وبين أمير مكة السيد الشريف محمد بن عجلان (٣)، وقدم صاحب الترجمة إلى مصر فأقام بها عدة سنين فاشتغل بالعلم على شيخنا الشيخ أمين الدين الأقصرائى وشيخنا شيخ مشايخ الإسلام محيى الدين الكافيجى فى عدة فنون، وحصل له بالديار المصرية عز وقبول زائد من أعيان ملوكها سيما جانم الأشرفى أخو (٤) السلطان الملك الأشرف برسباى، فإنه كان عنده فى أوج العظمة والكمال ويرجع إليه ويصغى لقوله،


(١) عدد السخاوى فى الضوء ٩/ ٩٢ مرات عزلهما وولايتهما.
(٢) راجع الضوء اللامع ج ١ ص ٨٨ - ٨٩.
(٣) راجع الضوء اللامع ٨/ ٣٥٥.
(٤) اكتفى الضوء اللامع ٣/ ٢٥٥ بقوله عنه «إنه قريب برسباى».

<<  <  ج: ص:  >  >>