للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومدبرها ومشيرها ووزيرها وأستادارها الكبير عز نصره شكى (١) إليه أهل الوجه القبلى من صاحب الترجمة من أعوانه، وأنهوا عنه أنه وضع يده على عدة بلاد وجزائر واستولى عليها وما أشبه ذلك، فوقع بينهما نفرة ووحشة.

وولى عوضه أخوه القاضى سراج الدين عمر القضاء، والتزم عنه السلطان بمال، وسنذكر ما اتفق له ولورثة القاضى حسام الدين صاحب الترجمة من الشرور والغوغاء.

قال الجمال يوسف بن تغرى بردى فى تاريخه عنه مع أن بينهما صهارة (٢) وهو أن الحسام كان تزوج بأخت الجمال ثم طلقها فقال عنه: «كان حسام الدين يسلك فى لبسه غير زى القضاة من تصغير العمامة وركوب الفرس فى الغالب من غير بغلة ولا طيلسان، فكان الذى يراه ولا يعرفه يحسبه بعض التجار أو من مدركى (٣) البلاد، ومات ودخله كبير ودينه كثير «حسابه على الله تعالى» انتهى كلامه.

قلت: كان جميلا فى لباسه، ويركب الخيول الجياد التى ثمن كل فرس [منها] ما يزيد على المائتى دينار ويركب البغلة والكنبوش (٤)، واشترى الجوارى الحسان البيض والحبوش الملاح وهم عنده بكثرة، ويبتاع العبد الواحد منهم بمائة دينار ويكسوه بمثلها، ولما يكثرون (٥) يجعلهم فى البلاد.

وتوفى فى ليلة مباركة وهى مستهل شعبان بمصر القديمة، وصلى عليه بجامع


(١) فى الأصل «شكوا».
(٢) صهارة أى مصاهرة، وقد ورد فى Freytag:Lexieon Arabico Latinum صهارة «بضم الصاد» وعرفها بأنها Liquamen;Segmentum Adipis quod
(٣) فى الأصل «مدركين».
(٤) الكنبوش بفتح الكاف قماش لتغطية الشكل أو الصورة Dozy،op.cit.،p .٤٩١ - ٢ وقيل إنها قطعة من قماش كتان أوخام توضع على صدر الطفل Bocthor:Dieet.Fr.Ar. Rev.par A.C.de PeLreval أما بالضم فهى الطراحة تلقى على الحصان أو غطاء للمائدة.
(٥) فى الأصل «يكتروا».

<<  <  ج: ص:  >  >>