للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إينال فى ولاية قضاء الملكية للشيخ شمس الدين (١) القرافى فأنعم له بها، ورسم للصاحب جمال الدين يوسف عظيم الدولة ابن كاتب جكم أن يصعد غد تاريخه بخلعته يوم السبت، فبمجرّد ما يلغ الصاحب جمال الدين ذلك نهض نهضة الأسود، وقلت بالسلطان عن ما أمر به وتكلم لصاحب الترجمة فى ما رسم له به، وطلبه لحضرته، وخلع عليه بقضاء القضاة المالكية وكان له يوم مشهود، وكانت خلعته طرحة خضراء لكونه شريفا. ولما ولى قضاء القضاة بالديار المصرية صار له حرمة وضخامة وعفة زائدة، غير أنه يتكلم فى بلاد السلطان التى بالوجه القبلى ويحمل مالها فى كل سنة للخزانة الشريفة، فخلع عليه عندما (٢) يغلق المال، وعرف (٣) الحكام طريقه، ولا زالوا به حتى تدرّك (٤) البلاد السلطان وغرم فيها أموالا جمة، ثم مرض فطالت علته إلى أن مات.

وكان له كلمة نافذة فى الوجه القبلى بل وفى القاهرة، فإنه كان هو القائم فى عزل على بن الأهناسى (٥) لما تخاصم وهو وإياه بسبب بلاد الدولة الشريفة، وآخر الأمر عزله وقبض عليه وأخذ السلطان أمواله، واستقر بابن صنيعة (٦) وزيرا عوضا عنه، وغرم بسببه جملا من الأموال ومع ذلك لم يسد الوظيفة وعزل، وصار الإسم على صاحب الترجمة متكلما فى الوزارة ومكوسها واحتمل وتحمل الديون، وكان مع ذلك على ما بلغنى لا يمس دينارا ولا درهما بيده مع الكرم الزائد والعطاء المتصاعد، وكان المقر الأشرف السيفى عظيم الدولة


(١) راجع الضوء اللامع ٧/ ٥٦، السيوطى: نظم العقيان، ص ١٣٦.
(٢) يغلق المبلغ، أى يستوفيه، راجع Dozy:Supp.Dict.Ar I .٢٢٤
(٣) فى الأصل «عرفوا».
(٤) تدرك لها فى هذا الوضع معنيان أحدهما أنه أدرك البلاد، أما الآخر - وهو فى الغالب - ما يقصده المؤلف أن السلطان التزم بما على هذه البلاد من الأموال.
(٥) الضوء اللامع ٥/ ٩٩٦.
(٦) هو يحيى الشرف القبطى، انظر الضوء اللامع ١٠/ ١٠٦١، ونفس الجزء ص ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>