للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاضى القضاة حسام الدين المالكى. أخبرنى بمولده ثم نسبته وأظنه تخمينا (١) فى عشر السبعين، وكان له يد طولى فى معرفة القراءات ومشاركة تامة فى الفقه واطلاع زائد فى التاريخ ومعرفته، ذاكرنى كثيرا فى التاريخ فرأيته فيه بحرا لا يجارى، ووقف على تاريخى الكبير المسمى «نزهة النفوس والأبدان فى تواريخ الأزمان»، وكتب لى عليه كتابة بليغة تنبئ عن عرفانه بفن التاريخ، وأجرى علىّ فضلا جزيلا من الضحايا فى كل سنة، ومن الإنعام أيضا فى شهر رمضان، ومن القمح والعسل وغير ذلك ، وكان يودّنى كثيرا وبينى وبينه صحبة أكيدة من أيام الصاحب كريم الدين ابن كاتب المناخ، وبعده الصاحب أمين الدين إبراهيم بن الهيصم (٢)، فإنه فى بداية أمره كان نائبا فى الحكم بمنفلوط وغيرها مدة سنين، واشتغل بالزراعات والمستأجرات فى ديوان الدولة والمفرد حتى صار له فى كل سنة من متحصل الغلال والأعسال والأقصاب شئ كثير جدا، وتجمّد عليه من الديون جمل (٣) كثيرة أيضا، وتوغل فى الديون توغلا زائدا حتى صار لا يحصى ما عليه من الديون ومع ذلك يخدم السلطان وأمراءه (٤) ووزراءه بالأموال الجمة والخيول العظيمة الجياد وغير ذلك، وهو فى عز شامخ، وفضل باذخ، وكرم وافر، وعقل باهر، واستمر على ذلك إلى أن توفى قاضى القضاة ولى الدين السنباطى (٥) المالكى بالديار المصرية وتكلم الأمير يونس (٦) الدوادار الكبير مع الملك الأشرف


(١) أشار السخاوى، شرحه إلى أنه ولد فى العشر الأخير من رمضان سنة ٨٠٤، وقد خلت الشذرات من ترجمته.
(٢) راجع الضوء اللامع ج ١ ص ٦٧ - ٦٨.
(٣) فى الأصل «جملا».
(٤) فى الأصل «أمرائه».
(٥) كانت وفاته فى رجب سنة ٨٦١ هـ، راجع السيوطى نظم العقيان، ص ١٦٤.
(٦) راجع الضوء اللامع ١٠/ ١٣٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>