للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذا الشهر كان الفراغ من بناء المغسل والربع الذى يعلوه بالرميلة مقابل مدرسة السلطان حسن، إنشاء عظيم الدنيا على الإطلاق المقر الأشرف الكريم العالى الملاذى مدبر المملكة ومشيرها ووزيرها وأستادارها ودوادارها الكبير وصاحب حلها وعقدها يشبك من مهدى أعز الله أنصاره، وإنشاؤه لهذا المغسل لأجل الأموات الفقراء والغرباء بل وغيرهم كافة، فحملوا له الخلق الأموات من كل فج، وأقام به كتابا يضبطون الأموات، وصار يغسلهم ويكفنهم ويحملهم من ماله ليدفنهم فى المقابر، فجزاه الله عن المسلمين خيرا دنيا وأخرى، ما أحسن صنيعه وأكثر بره وخيره. واستمر هذا الخير متواصلا باقيا مستمرا على الدوام.

[شهر رمضان المعظم قدره وحرمته]

أهل بيوم الأربعاء الموافق له من أيام الشهور القبطية (١) خامس فصل الربيع، وقد عظم الخطب والمصاب بما دهم الناس من الطاعون بالديار المصرية وظواهرها وضواحيها وقراها، وذلك مع شدة الغلاء المفرط أيضا بمصر والشام، غير أن البلاد الشامية كان الغلاء [فيها] (٢) خارجا عن الحد، فإن الغرارة وصلت عندهم إلى ثلاثين دينارا ثم زادت بعد ذلك حتى وصلت إلى ستة وثلاثين دينارا، على أنه بيع بحلب بأزيد من ذلك بكثير، وتزايد الطاعون فى هذا الشهر.

وفى هذا اليوم صعد (٣) قضاة القضاة لتهنئة السلطان بالشهر على العادة.


(١) كان أول رمضان من هذه السنة يوافق ١٩ برمهات، ١٥ مارس ١٤٦٨، انظر فى ذلك محمد مختار: التوفيقيات الإلهامية، ص ٤٣٧.
(٢) أضيف ما بين الحاصرتين ليستقيم الأسلوب.
(٣) فى الأصل «صعدوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>