للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زين الدين بن مزهر كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين. ولما عاد من الحج تنزّه عن ذلك وتعفف وكف، ولزم العبادة من صوم الفريضة وصلواتها على طريقتها الحسنة، فكان صاحب الترجمة قد عين للاستبدالات سيما لما ولى قاضى القضاة محب الدين ابن الشحنة الحنفى القضاء فعوض له ذلك من غير تعيين فحصّل الأموال الجمة، لكنه كان كثير الإنفاق على عياله كريم النفس والملك؟؟؟ ركبه الدين، وخدم الأمير زين الدين الأستادار وصار فى بابه ومن خواصه وندمائه سفرا وحضرا، وحصل له ولولده القاضى كمال الدين منه الجامكية واللحم والعليق والكسوة والأضحية وغير ذلك، وكان إذا عزل من الأستادارية فيرسم عليه بسبب أنه من خواص أصحابه ولا سيما لما ولى منصور الأستادارية، وما رأينا عليه إلا خيرا سوى أن شهادته هو وولده القاضى كمال الدين على منصور على ما بينهما من المخاصمات بما أوجب عند القاضى حسام الدين ابن (١) حريز سفك دمه فشاعت فى الأقطار والأمصار ونسأل الله تعالى الغفران؛ وكان بينى وبينه صحبة ومودة وصحبة ومداعبة وملاطفة. مرض بالقولنج أو بغيره فمات وهو غير قاض فى ليلة الأربعاء رابع شهر رجب ودفن من الغد بتربة الصوفية، وكانت له جنازة مشهورة حافلة وكان انقطاعه فى مرضه نحو سبعة أيام، ووفاته كانت بحارة (٢) برجوان عند ولده القاضى جمال الدين، أعزه الله تعالى.

والله تعالى أسأل أن يعفو عنى وعنه بفضله ومنه وجوده وكرمه للمسلمين.

٢٠ - محمد بن [أبى بكر بن (٣) محمد] المعروف بابن حريز السيد الشريف


(١) السيوطى: نظم العقيان، ص ١٤٢
(٢) تنسب هذه الحارة إلى الأستاذ أبى الفتوح برجوان أحد خدام القصر الفاطمى زمن الخليفة العزيز بالله نزار وكان خصيا أبيض، وقد ترجم له المقريزى فى الخطط ٢/ ٢ - ٣ ترجمة مطولة.
(٣) فراغ فى الأصل وقد أضيف ما بين الحاصرتين من ترجمته فى السيوطى: نظم العقيان ١٤٢، والضوء اللامع ٧/ ٤٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>