الهيئة الجليلة الجميلة الزاهرة الظاهرة، مع ملازمته لتلاوة كتاب الله وسرعة دمعته وشيخوخته النضرة.
وكان والده شاهدا بحانوت يتكسب منه مع عفته وصلاته. وأما صاحب الترجمة فكان لا يتعاطى شهادة ولا غيرها، فقيرا مجردا إن وصل إليه شئ قبله، متقللا من الدنيا نظيف الثوب والبدن بشوشا كثير الدعاء لمن يسأله، منطرح النفس قليل الكلفة متواضعا متوددا للناس، وكان لطيفا ظريفا، بينى وبينه صحبة ومودة، وكان إذا أراد التنزه [١٧٩ ب] يتوجه إلى الأهرام بالجيزية فيقيم به الخمسة أيام والأكثر والأقل. توفى رحمه الله تعالى بخلوته بالمدرسة القيمرية المجاورة لسوق أمير الجيوش، وكانت له جنازة جليلة فى يوم السبت ثانى عشر (١) صفر الأغر سنة تاريخه حضرها جماعات من العلماء والصلحاء والفقهاء والفقراء والفضلاء والقضاة. وممن حضر جنازته ودفنه شيخنا الشيخ أمين الدين الأقصرائى، وأثنوا عليه خيرا، ودفن بالصحراء ﵀ ونفعنا به.
[٣ - أحمد بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن أبى الفتح قاضى القضاة عز الدين ابن قاضى القضاة برهان الدين بن قاضى القضاة زين الدين بن شهاب الدين الكنانى العسقلانى قاضى القضاة الحنابلة بالديار المصرية وابن قاضى القضاة وعالم الحنابلة فى عصره]
. أجمع المسلمون كافة على عفته وتواضعه وزهده وتقلله من الدنيا بحيث أنه لما ولى المنصب عوضا عن القاضى بدر الدين البغدادى الحنبلى لم يجعل على بابه نقيبا ولا رسلا ولا نائبا من نوابه يحكم فى بابه بالنوبة على عادة قضاة القضاة.
(١) فى الأصل «ثانى عشرى صفر» وهو خطأ يصححه ما ورد فى الضوء اللامع ٢/ ٣٢٢، والوارد فى التوفيقات الإلهامية، ص ٤٤٨ أن أول صفر من هذه السنة كان الثلاثاء.