للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنى أن مولده فى ذى القعدة سنة ثمانى مائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن الكريم وكتبا فى مذهبه، ثم جود القرآن تجويدا على شيخنا ابن الزراتيتى، وسمع الكثير على خاله الجمال عبد الله بن العلاء على الكتانى، وسمع على الشرف ابن الكويك وعلى خلق غيرهما، وأجازه الشيخ زين الدين العراقى وعائشة ابنة محمد بن عبد الهادى، ولازم شيخنا - شيخ الإسلام خادم السنة والأثر المشهور نسبه الكريم بابن حجر رحمهما الله - فى بداية أمره كثيرا وانتفع به فى أشياء منها كتابه الذى صنعه فى الأشعار التى سمعت فى المنام وكان للدهر به جمال. وأخذ الفقه عن قاضى القضاء علاء الدين بن مغلى وعن قاضى القضاة مجد الدين سالم وقاضى القضاة محب الدين بن نصره الله ولازمه ملازمة كثيرة، وأخذ النحو عن الشمس [١٨٠ ا] البوصيرى واليسير منه على الشطنوفى، ولازم حضور الدروس عند جماعة من العلماء فى عدة علوم منها العربية والأصلين والمعانى والبيان والمنطق والحكمة وغيرها (١) من العلوم، وشمر عن ساعد الجد إلى أن شاع ذكره وانتشر فضله وعلمه وفاق الأقران، فناظر وأفتى ودرس، وصار هو المشار إليه فى الحنابلة، وناب فى القضاء وهو شاب سنه نحو العشرين سنة عن مخدومنا قاضى القضاة علاء الدين بن مغلى، ولم يشهر عنه بل ولا قيل بل ولا ذكر عنه أنه أخذ على الأحكام شيئا، فإنه من حين نشأ وهو فى غنية عن الناس له ما يكفيه من أطلابه ودروسه ومرتباته وأجرة أملاكه إلى غير ذلك، ثم ترك هذا الباب أصلا وصار يقرأ (٢) عليه الفضلاء بمنزلة وبالمسجد الذى أنشأه بجوار بيته وبغيرهما من المدارس، وكان يركب حمارة ويجعل على ظهرها خرجا مملوء من الخبر ويتوجه إلى الجبانة فيتصدق به


(١) فى الأصل «وغيرهم».
(٢) فى الأصل «يقرءون».

<<  <  ج: ص:  >  >>