وكانت له جنازة حافلة وصلى عليه جماعة من أعيان الدولة، وتوفى يوم الأحد ثانى عشرى شهر ربيع الأول من هذه السنة، نفع الله به.
[٨ - قرقماس بن عبد الله الأمير سيف الدين الظاهرى جقمق نائب ملطية وما معها]
، وصل إلينا الخبر بوفاته على الوجه الذى سيذكر فى العشرين من شهر الله المحرم سنه تاريخه، وسبب موته على ما وصل إلى أنه خرج فى هرتك جسيم وجحفل عظيم لقتال شاه سوار وكان شجاعا، وبلغه أنه فى فئة قليلة، وله عادة بالوثوب عليه وعلى جماعته ونهبهم والفتك بهم حتى أبادهم، وقيل إنه وصل إليه خبر أن التجار المسافرين حضر صحبتهم مماليك وجوار فخرج عليهم جماعة شاه سوار وأخذوا ما معهم ونهبوهم وذكروا أنهم فى فئة يسيرة، فخرج إليهم فكسرهم كما هى عادتهم معه وفروا منه فلحقهم، فخرج عليه كمين وتكاثروا عليه، فقيل إنه أصيب فى عينه من سهم ولا زال يقاتل حتى قطعت أيدى فرسه الذى هو راكبه ورجلاه فسقط وأسر وقيل إنه قتل، ورسم لإينال الحكيم باستقراره فى نيابة ملطية عوضا عنه؛ وكان أميرا باسلا فارسا مقداما له عزم وقلب، وحصل له ما حصل فى قبرص وسلم مع رفقته المماليك وكانوا نحوا من مائتى نفر [١٨٤ ا] أو يزيدون، وقتل جانبك الأبلق وما كانت منيته إلا كما ذكر، رحمه الله تعالى.
[٩ - محمد بن محمد بن عبد الله الزفتاوى القاهرى الشافعى القاضى ناصر الدين أحد النواب بالحكم العزيز]
، نشأ فى صغره تحت كنف أبيه فحفظ كتاب الله و «العمدة فى الحديث الشريف» و «المنهاج» فى الفقه، وعرض على جماعة منهم مجد الدين إسماعيل الحنفى والحافظان العراقى والهيثمى و [التاج] ابن الفصيح