للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمرا عظيما وهو أن الشيخ شمس الدين المذكور أخد درس الحديث بالمدرسة الكاملية بين القصرين - التى هى دار الحديث عن الشيخ كمال الدين ابن إمام الكاملية المذكوره بحكم وفاته وله أولاد ثلاثة رجال - بن الناظر الشرعى، وحكم له به (١) فوقف أولاد الشيخ كمال الدين ينازعون فى وظيفة والدهم، ووصل أمرهم للمقر العلائى ابن خاص بك وللمحتسب ولحاجب الحجاب وللسلطان وعجزوا أن يأخذوا الوظيفة من السخاوى [١٨٣ ب] لأمور منها أن الحق صار له وأنه من أهل التحديث وزيادة بخلافهم (٢) ومنعوه ثم تعصبوا عليه، ثم رسم له السلطان بكتابة توقيع باستقراره فى وظيفته ومع من يعارضه، وانقطع اليأس من الوظيفة لأولاد الشيخ كمال الدين، واتفق حضور صاحب الترجمة فى ختمة قريبة بجامع الغمرى وحضر فيه جمع جم ومن جملتهم الشيخ السخاوى فقال له: «لا تغتر بأنك أخذت الوظيفة من أولاد فلان عد (٣) لهم وظيفتهم، وإلا نحن بعد يومين أو ثلاثة ناخدها لهم» فما مضى ما ذكره حتى رسم لهم بأخذ الوظيفة بمساعدة خوند وجوهر (٤) المعينى الساقى، وما ساع الشيخ شمس الدين


(١) أى بدرس الحديث
(٢) أى بخلاف أولاد الشيخ كمال الدين.
(٣) أى اعد عليهم وظيفتهم.
(٤) كان جوهر المعينى كثير التردد على إمام الكاملية ويقرأ عليه واختص بصحبته، وقد أشار السخاوى، ج ٣ ص ٨٥ إلى هذه القصة فذكر أن جوهر المعينى أخذ وظيفة مشيخة الحديث بالكاملية منه بعد أن صارت إليه «بطريق شرعى متوهما أن ذلك فرية، سيما ولم يعدم مخاصما ممن يتشبه بالفقهاء ونحوهم يحثهم على ذلك، ومع ذلك فلم ينجر السلطان معهم، ومللت» ثم يقص القصة مطولة.
هذا وقد كان السخاوى يتألم لأخذها منه كما يقول فيه حين ترجم للزفتاوى، شرحه ٨/ ٤٣٨ حيث قال إن الزفتاوى قال له «لم أزل أسمع شيخنا يقول لا أعلم الآن وظيفة فى الحديث مع مستحقها، ويردف ذلك بقوله: العلم يبطئ ولا يخطئ».

<<  <  ج: ص:  >  >>