للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العسكر المنصور المتوجه لشاه سوار المخذول، فشكره السلطان وأكرمه وسأله عن حال البلاد والعباد فذكر له ما شاهد وسمع ورأى، فطلب له السلطان كاملية صوف وفرجية سمور بمقلب سمور، فخلعها (١) وتوجه لداره وفى خدمته أعيان الدولة ورؤساؤها، وهرع إليه الناس يهنئونه (٢) بسلامته وعافيته.

[ذو القعدة]

فيه صعد قضاة القضاة ونوابهم وكنت معهم للقلعة لتهنئة السلطان نصره الله بالشهر على العادة، فهنّوا ودعوا وانصرفوا.

وفى يوم الأحد ثانيه ركب السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - أعز الله أنصاره وأدام ملكه أبد الآبدين - من القلعة فى جمع يسير من خواصه بغير قماش الخدمة ولا سلاح، وتوجه إلى قليوب ثم إلى غيرها، ثم توجه إلى جسر بنى منجا فرآه وعاد إلى قبة (٣) النصر فنزل بقبّة عظيم الدنيا ومشيرها ووزيرها وأستاداراها المعظم المفخم يشبك من مهدى الدوادار الكبير - مهد الله له البلاد والعباد وحفظه على الإسلام والمسلمين - وأقام بها إلى العصر وصعد إلى القلعة، فتعجب العسكر السلطانى من جنان هذا الملك وقوة قلبه وعزمه وحزمه وإقدامه: كيف توجه إلى هذه الأماكن ولم يستعد بسلاح، والصحيح عندى أن هذا السلطان - نصره الله - متوكل


(١) هكذا فى الأصل، ولعلها «فلبسها» أو لعل المؤلف أراد أن يقول «فخلعها عليه» فسقطت كلمة «عليه» سهوا.
(٢) فى الأصل «يهنوه».
(٣) كانت قبة النصر خارج القاهرة، وقد ورد فى خطط المقريزى ٢/ ١١١ أنها كانت زواية يسكنها فقراء العجم، انظر أيضا نفس المرجع والجزء، ص ٤٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>