للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمشهور بيشبك جن بعد أن خلع عليه الخلعة المعتادة، وخلع على أمير الأول (١) - وهو يشبك الجمالى (٢) - محتسب القاهرة.

وحج المنصور عثمان بن الملك الظاهر جقمق فى هذه السنة كما قدمنا ذكر ذلك فى تقدمة الركب الأول بعودين، وقبل توجه المنصور للسفر صعد لمولانا السلطان - نصره الله - فاستضافه السلطان ثانيا وخلع عليه كاملية السفر، وتوجه بها لبركة الحاج صحبة الحجاج، فكان طلوعه إلى السلطان فى هذه السفرة ثلاث مرات.

وفى يوم الإثنين سادس عشريه الموافق له من أيام شهور القبط (٣) ثالث عشر بشنس لبس السلطان الملك الأشرف - نصره الله - القماش الأبيض، المعد لبسه للصيف على العادة فى كل سنة، من غير موكب، وهذا بخلاف عادات الملوك، فإن العادة لا يلبس السلطان ذلك إلا فى يوم الجمعة عند دخوله إلى الصلاة بموكب وبمطعم (٤) الطير خارج القاهرة عند الريدانية بموكب عظيم، فلم يكترث السلطان بذلك ولا التفت إليه، ولبس سلاريا بعلبكيا فى قاعة الدهيشة وخرج به إلى الحوش السلطانى.

وفى يوم الخميس تاسع عشريه وصل إلى القاهرة من البلاد الشامية المقر الشرفى الأنصارى، وتمثل بين يدى السلطان نصره الله، وأخبره أنه استخدم الرجال من البلاد الشامية من العشرات والمشاة والتركمان وغيرهم: نحو خمسين ألفا، وقيل أقل من ذلك والله أعلم، وأنفق عليهم الأموال وسيرهم صحبة


(١) أى أمير الركب الأول من الحجاج.
(٢) السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ١٠٨٥.
(٣) الثالث عشر من بشنس ١١٨٤ يوافق ٢٥ من ذى القعدة حسب الجدول الوارد فى التوفيقات الإلهامية، ص ٤٣٧.
(٤) وكان يقع بالريدانية، ومكانه اليوم - حسب تحقيق محمد رمزى فى النجوم الزاهرة ١٢/ ٦٤ حاشية ٢ - جبانة العباسية بقرافة الغفير بمصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>