للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبت المباركة المسفرة عن سابع عشرى شهر رمضان المعظم قدره من هذه السنة، وتهتكت (١) حريمه وسراريه ووالدته وسرن (٢) خلف جنازته وانذهل والده وفجع فيه وساروا خلف جنازته إلى الرميلة، فحضر السلطان إلى سبيل المؤمنى وصلى عليه هو والأمراء الموجودون الأكابر والأعيان والخاصكية وقضاة القضاة - خلا الحنبلى لفقده بالموت - ومشايخ الإسلام، وأثنوا عليه خيرا وفهما فى العلم وذوقا سليما وطبعا مستقيما، ودفن بالمؤيدية شيخ عند جده؛ رحمهما الله تعالى وعفا عنه وغفر له.

[١٦ - يونس بن عمر بن جربغا بن عبد الله، وجربغا المذكور من مماليك الملك الكامل]

- كان دوادارا بخدمة الأمير فيروز (٣) النوروزى مدة طويلة، وكان من المقربين لديه والمعتبرين عنده، وألقى مقاليد أموره كلها إليه فصار متكلما فى أمواله وتعلقاته حتى فى الذخيرة، وكان فيروز نافذ الكلمة وافر الحرمة كثير المال فحصل صاحب الترجمة الوظائف والعقارات والإقطاعات وأثرى وضخم وعظم وصار معدودا من الأكابر والرؤساء، ثم قرر فى أستادارية الذخيرة بالقاهرة، وسافر إلى الشام ليولى من يشاء ويعزل من يشاء من الأستادارية، ثم أفصل ونوّه به للوزر عدة مرار وهو يمتنع وأستاذه يدفع عنه إلى أن كانت دولة الظاهر خشقدم وتولى المجد ابن البقرى الوزارة بعد اختفاء العلاء ابن الأهناسى، ثم انفصل ابن البقرى وطلب صاحب الترجمة فقرر فى الوزارة ولم ينتج له فيها أمر، ورافقه فيها البباوى المعامل بعد أن قرر فى نظر الدولة، ثم وثب عليه وأفصله وغرم فيها مالا له وكأنه


(١) فى الأصل «تهتكوا» ويقصد انهتك ستر حريمه.
(٢) فى الاصل «وصار».
(٣) راجع ترجمته فى الضوء اللامع ٦/ ٦٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>