للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشترى له بالمال اسم «الصاحب» أو «الوزير». وكان يقرأ ويكتب ويحب النظر فى التاريخ، وصار فى داره منقطعا بجوار بيت المقر المرحوم الزينى عبد الباسط لا يتردد لأحد إلا إلى الجمعة وزيارة القرافة فى يوم الجمعة وزيارة سيدى حسين الجاكى فى يوم الأربعاء، كل ذلك بكرة النهار ويعود إلى منزله إما ينسخ أو يطالع فى التاريخ، وطلب منى تراجم (١) الملوك من السلاطين بمصر إلى عصرنا هذا مختصرا فأرسلت بها إليه بعد طلب حثبث.

وله ولد رجل يسمى عمر (٢) [كان] شكلا حسنا، وهو حنفى المذهب ويلبس زى الأتراك. ومات صاحب الترجمة فى ليلة الجمعة المسفرة عن خامس عشر شهر ذى القعدة الحرام سنة تاريخه، ضربه دم فعبر (٣) عنه الأطباء «بالزنطارمه»، ودفن من الغد، وكان مسيكا وله بالسلطان الملك الأشرف أبى النصر قايتباى نصره الله معرفة حال إمرته، وهو الذى ساعده فى خلاصه من الوزارة، وكان (٤) أرسل ولده إلى الشام فى شغل؛ وكان صاحب الترجمة عفيفا عن القاذورات ويحب العلماء ويتردد إليهم خصوصا شيخنا شيخ الإسلام محيى الدين الكافيجى، فإنه كان يتردد لبابه ويسأله فى كتابة مصنفاته. وأما الشيخ قاسم الحنفى فإنه كان يحضر لبيت صاحب الترجمة لقراءة ولده عمر المذكور ويصل إليه منه بر ومعروف، وأتلف ولده جميع ما خلفه له والده من رزق وأوقاف وإقطاع، وتحمل ديونا كثيرة واختفى فى آخر أمره من الديون، والله تعالى يعامله بلطفه والمسلمين. آمين.


(١) أشار السخاوى فى الضوء اللامع ١٠/ ١٣١٢ إلى أن صاحب الترجمة التمس منه ترجمة عبد الباسط وابن زنبور؛ وبالإضافة إلى ما بالمتن من طلبه تراجم سلاطين مصر فإنه كان حفيا بالتاريخ، ويتشكك السخاوى فيما إذا كان قد ألف فيه فيقول «وكأنه جمع فى التاريخ شيئا».
(٢) اتهمه السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ٤٤١ بسوء السيرة.
(٣) فى الأصل «فعبروا».
(٤) يعنى أن السلطان قايتباى أرسل عمر بن يونس إلى الشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>