للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخاصكية إلى أن أنعم عليه السلطان الملك الأشرف برسباى بإمرة طبلخاناه بدمشق، فاستمر بها إلى أن تسلطن الظاهر جقمق استقدمه إلى مصر وأنعم عليه بإمرة عشرة، ثم نقله إلى تقدمة ألف بدمشق فى الدولة الأشرفية إينال واستمر بها إلى أن تسلطن خجداشه الظاهر خشقدم فقدم الديار المصرية فصار بها أمير مائة ومقدّم ألف، ودام على ذلك إلى أن كانت وقعة الظاهر يلباى إلى أن خلع فيها من السلطنة قبض على جانبك (١) هذا وهو إذ ذاك أمير سلاح وحمل إلى الإسكندرية وسجن بها أكثر من سنة ثم أطلق من السجن، ورسم له أن يسكن الاسكندرية فسكن بها بطالا إلى أن مات بها فى شهر ربيع الأول من هذه السنة وقد جاوز السبعين.

وكان عنده طيش وخفة، سريع الغضب حتى إنه غضب من السلطان الظاهر خشقدم الذى هو خجداشه مرة فاستمر أشهرا لا يصعد إليه بسبب مخاصمة مماليكه مع مماليك السلطان، ووثب الأجلاب عليه ففر منهم وسكن بتربة بالقرب من القرافة حتى توجه إليه الأتابك قانم خجداشه فطلع به إلى السلطان.

وكان جماعا للمال بخيلا، مقترا على نفسه ومماليكه، وأراد (٢) مماليكه الوثوب عليه غير مرة ليقتلوه فما قدّر الله، ونهبت أمواله لما قبض عليه حتى وجدوا عنده أشياء كثيرة من مال وفلوس وأعسال وغير ذلك من متاع الدنيا وزينتها، وندم على ما قدم. عفا الله عنه.

٧ - عبد الرحيم (٣) بن الأمير شهاب الدين أحمد بن القاضى ناصر الدين محمد بن كمال الدين محمد المشهور بابن البارزى الجهنى الشافعى

، الحموى الأصل،


(١) فى الأصل «جان بك» ويلاحظ أن جانبك المحمودى المؤيدى شيخ مات سنة ٨٧٠ هـ وهو أخو صاحب الترجمة أعلاه، كما يستفاد من الضوء ٣/ ٢٤١، كما أن هناك «جانبك المحمودى المؤيدى شيخ» ويعرف «بجانبك شيخ» ولكنه لم يصل إلى هذه الوظيفة الكبيرة، ومات فى محرم ٨٧٣ هـ، راجع الضوء ٣/ ٢٤٤.
(٢) فى الأصل «وأرادوا».
(٣) انظر الضوء ٤/ ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>