حفظه الله يحسن لولده محمود المذكور فى كل سنة بالصوف والبعلبكى والذهب والفضة، وكل ما طلبه منه أنعم له به، ومن العجيب أن جميع الوظائف التى (١) وليها صاحب الترجمة أخذها عنه مخدومنا ابن مزهر المذكور إلا القضاء، واستمر يحسن لولده المذكور إلى سنة اثنتين وثمانين وثمانى مائة [ولما] سافر الحجاز مجاورا أنعم عليه بنقدة جليلة [١٧٩ ا] تكفيه فى سفره، وكتب له عدة كتب إلى سلطان مكة وقاضيها وأكابرها بالوصية والإحسان إليه، فجزاه الله خيرا.
وكان رحمه الله تعالى عالما فاضلا زكيا بهجا زهرا نورا يحب الملبس النظيف والشهامة والمركب الجميل، ويحضر عنده بعض جماعة ويأكلون عنده على سماطه بالفقيرى، ومات مقهورا عفا الله عنه ورحمه بفضله، فإنه كان لى على إقبال ويودنى ويصلنى فى كل قليل - لما ولى القضاء - بشئ من الدنيا.
[٢ - أحمد بن مظفر الشيخ الصالح المبارك، كان غالب إقامته فى المدرسة المنسوبة للقيمرية والمنكوتمرية بحارة بهاء الدين قراقوش]
، وكان له خلوة فى كل منهما، وكان هو ووالده على خير كثير وصلاح ودين متين، وقد ترجم شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر ﵀ والده وأثنى عليه بصلاح وخير، وكان له كلمات صادعة فى القلوب منها «اللهم إنا راغبون إليك، ندعو ونرجو نفلك، أنت يامن لم تخب دعوة راج، أسألك فأعطنا من سعة يا من تعالى فملك.
سبحانك اللهم ما أجل عندى مثلك» وكان كثيرا ما يتمثل بالأبيات التى تذكر وهى:
يا من يرى مد البعوض جناحها … فى ظلمة الليل البهيم ألا انجلى
ويرى مناط عروقها فى نحرها … والمخ فى تلك العظام النّحّل
وغيرها من الألفاظ الحسنة السهلة اللطيفة والأدعية المأثورة النافعة، مع