للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزرع فى عدة مواضع يستأجرها وهو ملازم لداره، غير أن نفسه تحدثه بالعود إلى المناصب السنية وظهور الشمم الزائد والترفع على الأكابر، وصار يحضر مجلس البخارى بالقلعة لكونه شيخ [١٧٨ ب] المؤيدية ويجلس تحت قاضى الحنابلة، وبحث مرة فى مجلس البخارى بالقلعة بحضور الظاهر خشقدم مع شيخ مشايخ الإسلام الكافيجى فقطعه الكافيجى بحضور الجم الغفير.

ومات فى ليلة الجمعة تاسع شهر الله المحرم من هذه السنة، وعمره نحو سبعين عاما تخمينا.

وكانت له جنازة حافلة عظيمة حضرها قضاة القضاة ومشايخ الإسلام وأعيان الرؤساء والمباشرين، ومشى غالبهم فى الجنازة من المؤيدية إلى سبيل المؤمنى، وركب السلطان ونزل إليه حتى صلى عليه، وتقدم للصلاة عليه إماما قاضى القضاة ولى الدين أحمد الأسيوطى الشافعى، وشكر رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله على المسلمين بين يدى السلطان فيه وأثنى عليه بحضور السلطان وقضاة القضاة ومشايخ الإسلام، ووصفه بالعفة والديانة والنظر السديد فى الأمور سيما فى أوقاف الحنفية وصرر الحرمين.

وتكلم سيدنا الشيخ زكريا الشافعى مع السلطان فى هذا المجلس بالوصية على ولده محمود، وسأل صدقات السلطان نصره الله أن لا يخرج عن ولده شئ من وظائفه فسكت ولم يجب لما بلغ السلطان عن ولده أن بضاعته من العلم مزجاة وأنه لا يصلح لمشيخة المؤيدية، ثم ولى المشيخة المذكورة شيخنا المحقق الزاهد سيف الدين بسؤال له فى ذلك من غير سعى منه. وولى مزدادة الشيخ العلامة شمس الدين العنتابى الأمشاطى (١) وأخذ بقية وظائفه وجواليه ومرتباته ولده محمود بتوقيع شريف، واستمر رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر


(١) نسبة لبيع الأمشاط وعملها.

<<  <  ج: ص:  >  >>