للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(شوال)]

أهل بيوم الأربعاء ويوافقه من أيام الشهور القبطية خامس عشر برمهات، وفيه نزلت الشمس برج الحمل وتساوى الليل والنهار ومن غد تاريخه يزيد، وهذا أول يوم من الربيع.

فيه صعد قضاة القضاة إلى السلطان فصلوا صلاة العيد بالإيوان الذى جدده بالقرب من باب القصر وكنت فى خدمة قاضى القضاة الحنفى، فلما شاهدت هذا الإيوان وما جدد به تذكرت قول من قال لما دخل على بعض الملوك ورآى له قصرا مشيدا منيفا وسأله عنه فقال: «فيه عيبان»، فغضب منه وسأله عنهما فقال: «يخرب ويموت صاحبه»؛ ودخلت القصر فحضر السلطان وكان له موكب عظيم الجاويشية تزعق، والأوزان تضرب، والنشابة السلطانية والصنوج وأمثال ذلك، والعسكر والأمراء الأكابر بخلعهم وهم الأمير جانبك قلقسيز أمير سلاح والأمير لاجين أمير مجلس والأمير جانبك من ططخ الفقيه أمير آخور والأمير تمر حاجب الحجاب والأمراء: أزدمر الطويل والأمير قراجا الطويل والأمير قانصوه المحمودى المشهور بالخسيف والأمير سودون [١٦٥ ب] الأفرم وبقية العسكر، والأمراء يقبلون الأرض ويقبلون يد السلطان، وأمير جندار وأمير دوادار ثانى يمسكانهم حتى يقبلوا يد السلطان.

ووقعت للسلطان غريبة تكتب من محاسنه، وهو أن الظاهر خشقدم خلف ولدا صغيرا عمره نحو خمس سنين صعدوا به بين يدى السلطان فطلع لابسا قماشا وكلفته فخلع عليه متمرا، فلما رآه السلطان أمر بحمله إليه فجلس بجانبه على الكرسى بعد أن كان حضر هو وولد الأمير الكبير وجلس ابن الأمير الكبير فوقه، ودخل قضاة القضاة بعد لبس خلعهم وهنوه فقام لهم ولم يقم

<<  <  ج: ص:  >  >>