لأحد من الترك فى هذا المجلس سوى للأمير جانبك الإينالى الأشرفى الشهير بقلقسيز نصف قومة، ودخل (١) المباشرون وبقية العسكر فهنوه وقبلوا الأرض وباسوا يده وانصرفوا على ذلك، والله مالك الممالك.
وفيه أطلق سعد عبد الأمير زين الدين الأستادار وعبد الوهاب مباشره وكان لهما مدة أشهر مسجونين ليدلوا على مال زين الدين، وكذلك جاريته قمر وهى متزوجة بشخص من الأتراك الخشقدمية [وكان] مسافرا مع الأمير الدوادار الكبير سهل الله له كل عسير، فشفع لها عند السلطان فرسم بإطلاقها، فسألت خوند السلطان فى إطلاق المذكورين وهذا من باب الفرج بعد الشدة، والسرور بعد النوح، والأمن بعد الخوف.
وفى يوم السبت ثانيه توجه القاضى شرف الدين الأنصارى إلى الكرك لعمارة عين يصل منها الماء إلى الحاج، وقيل لإصلاح الكرك وقلعتها وقيل غير ذلك، وشاع الخبر وتواتر وترادف على تصميم السلطان إلى السفر، فمن قائل:
«الحجاز ويعود إلى البلاد الشامية» ومن قائل: «إليها من غير حج»، وشرع المهم فى عمل الاحتياج وشراء الحوائج من آلات السفر عند خواص السلطان، فالله أعلم بحقيقة ذلك، إنه الولى والمالك.
يوم الثلاثاء سابعه عقد مجلس بقضاة القضاة ونوابهم بحضور السلطان نصره الله بالقلعة بسبب برهان الدين العجلونى المحضر من القدس، وقضيته على ما بلغنى بل ما سمعته يذكره فى مجلس رئيس الدنيا وعظيمها المقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر كاتب الإنشاء الشريف حفظه الله على المسلمين أنه استأجر [١٦٦ ا] من وكيلين عن أميرين بالشام قطعة أرض مدة معلومة