للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جزاؤه وقل جزا على من يسرق من المدارس» واستمر فى السجن وركب أبوه ودار على الأعيان، وتظلم وبكى واستغاث وذكر أن أهل المدرسة الذين فعلوا هذه الفعلة بولده بينهم وبينه عداوة فاتهمهم، فإن له إخوانا وهم أصحاب لسان طويل على البواب وغيره ولهم مباشرة بالمدرسة بالخانقاه المذكورة، وآخر الأمر سألوا فضل الأمير العظيم الدوادار الكبير فى إطلاقه فأطلق بعد أن توصل والده بالسلطان وله به معرفة من قبل تاريخه.

وفى يوم الاربعاء المبارك ثامن عشريه ركب السلطان من قلعة الجبل وتوجه إلى ناحية طرى وأقام إلى المغرب وعاد إلى القلعة.

يوم الخميس تاسع عشريه ركب رئيس الدولة وواحدها فى العلم والأصل والدين والفقه والتواضع المقر الزينى ابن مزهر كاتب السر حفظه الله وصعد إلى القلعة واجتمع بالسلطان وعوفى إن شاء الله تعالى عافية تامة.

وتقدم قبل هذا اليوم عقد مجلس بالقلعة بحضور السلطان بسبب قاضى القضاة حسام الدين المالكى المتوفى لما عليه من الديون للناس وللسلطان، وكان الشيخ جلال الدين البكرى (١) أثبت على السلطان شيئا فبلغ السلطان ذلك فأنكره وخاطب الشيخ جلال الذين بكلام مزعج وقال له: «يا شيخ تلق الله بماذا؟» وأمثال ذلك، وانفضّ المجلس على عير شئ.

[شهر جمادى الأولى]

أهل بيوم الجمعة الموافق لثامن عشرى (٢) بابه.

فيه صعد قضاة القضاة ومشايخ الإسلام لتهنئة السلطان بالشهر على العادة


(١) انظر الضوء ٧/ ٧٣٤.
(٢) فى التوفيقات الإلهامية، ص ٤٣٨ «٢٩» بابه وهو يوافق ٢٦ أكتوبر ١٤٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>