للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكنت فى خدمة قاضى القضاة الحنفى، فرحب السلطان بهم وأكرمهم ودعوا وانصرفوا.

وفى يوم السبت ثانيه خرج برك المقر الشرفى الأنصارى المتوجه للبلاد الشامية بسبب تجهيز الإقامات والعلوفات والمقاتلة وتحصين القلاع لمقابلة شاه سوار.

يوم الاربعاء سابعه وصل المقر الأشرف العالى الأتابكى السيفى أزبك من سفره وهرع الناس بل غالبهم لخدمته، ووافق وصوله سحر هذا اليوم، وركب السلطان نصره الله على عادته المألوفة التى صارت ديدنه لا ينفك عنها واستمر إلى آخر النهار فصعد القلعة فعاد إلى منزله وصعد [السيفى أزبك (١)] من الغد فقبل الأرض وانصرف.

يوم الجمعة ثانيه ركب السلطان وتوجه نحو الصحراء ورجع بعد هنيهة.

يوم السبت تاسعه ضرب وكيل متصرف من مجلس القاضى خير الدين الشنسى الحنفى مقارع ومقترحا (٢) وأشهر بالبلد من باب عظيم الدنيا الدوادار الكبير حفظه الله، وسبب ذلك أنه كان صال وطال وجال فى الأخصام، وشكى لبيت الأمير المذكور ومنع من الوكالة فلم يرجع، وأنهى خصمه الذى شكاه أنه طلبه - وهو صاحب حق - فادعى عليه دعوى مقلوبة وأساء عليه وغرمه مالا، وقيل غير ذلك؛ فلما رآه الأمير الدوادار الكبير قال له: «أنا ما منعتك من الكلام بين الناس وأن لا تعمل وكيلا ولا رسولا؟» وكان قبل هذا ضربه لكن عفى عنه كما ذكرنا، فشفع فيه الأمير برقوق الذى استقر فى نيابة الشام وخلص له القسامة.


(١) أضيف ما بين الحاصرتين لعدم الالتباس.
(٢) الضرب المقترح هو غير المميت.

<<  <  ج: ص:  >  >>