للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الاثنين عاشره عتين السلطان من الأمراء المقدمين الألوف - لتجريدة البلاد الشامية صحبة المقر الأشرف الكريم العالى السيفى عظيم الدنيا وصاحب حلها وعقدها وتدبيرها وأستادارها ودوادارها الكبير يشبك من مهدى مهد الله له السعادة وختم له بخير، فإنه باش العسكر - وهو قانصوه الأحمدى الإينالى الشهير بالخسيف وخاير بك من حديد وقراجا الطويل وتمراز الشمسى قريب السلطان، وقيل تمر، وأزدمر وأمراء وطبلخانات وعشرات ولكن بعد البرسيم، وقول الشاعر معنى لطيف استحضرته وهو:

ما بين طرفة عين وانتباهتها (١) … يقلب الدهر من حال إلى حال

وتكرر ركوب السلطان جدا، وما رأينا ولا سمعنا بملك سبقه إلى مثل هذا، وهذا من ضيق (٢) الحصيرة وهو معذور لما دخل عليه فى هذه السنين من الأمور سيما واقعة شاه سوار، وفعله فى العساكر والبلاد والعباد، فالله ينصر السلطان ويظفره ويعامله والمسلمين باللطف العميم ويظفره بأعدائه، إنه على كل شئ قدير.

يوم السبت سادس عشره توفيت المصونة المحجبة [آمنة ابنة اسماعيل (٣)] المشهورة ببنت الخازن، وكانت عمرت وخلفت أموالا جمة، ولها أوقاف كثيرة من قبل أبيها يؤول النظر فى الأوقاف بعدها إلى قاضى قضاة الحنفية، وأراد القاضى الشافعى الوثوب والتكلم فى الأوقاف فبلغ السلطان ذلك فقال: «أنا أحق من الاثنين، ولكنى أعمل فيهم بالشرط وأحميهم عن الغاصبين».


(١) فى الأصل «وأنت باهتها» بفتح الباء وضم التاء، على أن هذا البيت يجرى على الفسق التالى:
ما بين غمضة عين وانتباهتها … يغير الله من حال إلى حال
(٢) تعبير مصرى دارج بمعنى «الشدة».
(٣) فراغ فى الأصل بقدر ثلاث كلمات، والإضافة من الضوء اللامع ج ١٢ ص ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>