وبلغنى أنه طلع إلى السلطان بشئ من عند أستاذه فوجد عليه مفرية بعلبكية لابسها، فقال له:«قل للقاضى ناظر الخاص يفصّل لنا مثل هذا» وأمثال من إنعامه على من يجتمع عليه من ندمائه وجلسائه بالصوف والسنجاب والسمور وغير ذلك.
وسمعت أن جامع المقسى الذى هو متحدث عليه قطع غالب معاليم قومته، وأبطل ملئ فسقيته وغير ذلك، فدعوا عليه عشاء وضحى وظهرا وعصرا ومغربا، والدعاء من المظلوم فى الأسحار لا يخطئ، ولما بلغتنى قصته تذكرت قصة البرامكة لما صاروا بعد العز الشامخ إلى الذل والهوان والسجن والقتل حتى قال الولد لوالده:«يا أبه انظر ما نحن فيه وما صرنا إليه» فقال له «يا ولدى: دعوة مظلوم غفلنا عنه» وما أحسن من قال، ولقد أفاد وأجاد وأبلغ فى المقال:
أتهزؤ بالدعاء وتزدريه … وما تدرى بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطى ولكن … لها أجل وللأجل انقضاء
[(شهر شعبان المكرم)]
أهل بيوم الأحد الموافق الخامس عشر طوبة القبطى لأن رجب جاء ناقصا وثبت هذا الشهر على قاضى القضاة ولى الدين الأسيوطى.
فيه صعد قاضى القضاة المذكور ورفقته من قضاة القضاة ومشايخ الإسلام لتهنئة السلطان بالشهر على العادة وكنت صحبتهم فوجدوا السلطان بالحوس على المصطبة التى استجدها بجوار طبقة المنصور عثمان بن الظاهر جقمق، وكان أمير المؤمنين الخليفة المستنجد بالله أبو المظفر يوسف دام شرفه هنى السلطان وانصرف إلى