فأرسل إليهم خمسة وعشرين مموكا وعدّة من القضاة والرسل ونائب رأس نوبة فأحضروهم على أقبح هيئة، فضرب مملوك الحاجب على رجليه وقيل وضع [على] الأرض فشفع فيه وضرب النواتية بالمقارع وأشهرهم على بيت الحاجب إلى بولاق، فتبهدل تمر الحاجب إلى الأرض، وقويت شوكة الأمير الدوادار نصره الله - إلى الأوج.
وفى هذه الأيام اعتدى عمر المناوى أحد نواب الحنفية الذى كان عزل وضرب وحبس وفعل فيه مالا يوصف بسبب ما اشتهر عنه من الزور فى مكتوب وقف، واستمر معزولا، فركب شيخنا الشيخ تقى الدين الحصنى بسببه إلى قاضى القضاة محب الدين بن الشحنة وسأله فى إعادته فامتنع، فألحّ عليه ففوّض أمره إليه فأعاده.
ووصل الخبر من المقر الأشرف الكريم الأتابك أزبك أن العربان الذين حضروا إلى البحيرة أرسلوا له هديتهم، وشرط أن لا يقيموا أكثر من عشرين يوما ويرحلوا، فالله أعلم بذلك.
[شهر صفر الأغر]
أهل (١) بيوم الاثنين الموافق السادس مسرى القبطى.
فيه صعد قضاة القضاة ومشايخ الإسلام لتهنئة السلطان بالشهر ولم يحدث كلام فى المجلس غير السلام وقراءة القرآن والفاتحة والدعاء وانصرفوا.
ثانيه دار المدراء بوفاة بردبك المشطوب رأس نوبة ثانى الظاهرى جقمق، وكان شيخا طوالا لا يعرف بالعربية إلاّ قليلا وهو على حالة الجراكسة، وصلّى
(١) يتفق التاريخان مع ما جاء فى لتوفيقات الإلهامية، ص ٤٣٨، وهو يعادل يوم ٣٠ يونيو ١٤٧٠ م.