للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلب فى التوجّه له، فلما بلغ السلطان ذلك غضب من النائب المذكور وأمره بالتوجه إليه هو ومن عنده من الأمراء، وهذا كان أمير عشرة فصيّره نائب الاسكندرية ثم نقله إلى نيابة طرابلس ثم إلى نيابة حلب فتوجهوا إليه، ثم أرسلوا يسألون السلطان فى «باش» يكون عليهم من مصر فبرز إينال الأشقر وسأل فى ذلك.

وفيه توفى الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن شهاب الدين أحمد بن جلال الدين عبد الرحمن القمصى (١) الشافعى المسند الفاضل الصالح صاحب السند العالى فى الحديث الشريف فإنه أدرك الأشياخ المتقدمين، وأخذ عند الناس وعمّر نحوا من ثمانين عاما تخمينا، وكانت له فضيلة ومشاركة وذوق صحيح وفهم مليح، وعنده بشاشة، وصلى عليه بالجامع الأزهر، وحضر القاضى الشافعى وصلّى عليه إماما، وكانت جنازته حافلة، وخلّف أخا رجلا كبيرا شاهدا مباركا ديّنا، وكان رحمه الله تعالى يحفظ أربعة عشر كتابا، ورافق شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر فى السماع، ولم يخلف بعده مثله.

يوم الأحد الثلاثين منه رسم السلطان بتوجه إينال الأشقر من الريدانية فتوجّه منها فى وقته.

وفيه شكى للمقر الأشرف العالى المولوى أمير دوادار كبير عظم الله شأنه جماعة الضمان بالخشابين أن مملوك تمر الحاجب ونواتيته (٢) ضربوا الضّمّان وشجّوا رءوس بعضهم كونهم طلبوا منهم ما [جرت] العادة بأخذه من المكس وبهدلوا الجهة، فكشف الأمير - أعزه الله - عن ذلك فوجده حقيقة، فأرسل للأمير تمر بريديا يطلب المملوك والتواتية موثقين فلم يمكّنوهم منهم،


(١) نسبة إلى منية القمص بالقرب من منية بنى سلسبيل كما ورد فى الضوء ٥/ ٦٥٦.
(٢) النواتية بمعنى الملاحين، ومازال هذا الاسم مستعملا فى مصر بهذا المعنى، وهو مشتق من اللفظ اللاتين Nauta بمعنى «الملاح».

<<  <  ج: ص:  >  >>