للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونزل فى خواصه إلى جهة بركة الحبش (١)، وأقام بها لقريب العصر، فجهز له رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى - كاتب السر الشريف حفظه الله - الغذاء والحلوى والفاكهة والمشروب فأكل وشرب وانشرح وعاد إلى القلعة فى أمن وأمان، والله هو المستعان.

[جمادى الآخرة]

أهل يوم السبت ويوافقه من شهور القبط ثانى (٢) عشرى كيهك.

فيه تزايد السعر فى الحيوانات جدا بعد أن كانت انحطت قليلا، وأبيع القمح بتسعمائة درهم الإردب بعد أن كان بثمانمائة، وقس على هذا سائر الغلال من الأقوات.

وفيه أيضا فشى الطاعون بإقليم البحيرة من الوجه البحرى من أسفل مصر وبعض بلاد الغربية، بل وظهر الطاعون بالبلاد المصرية لكنه غير فاش، فإنه ظهر ببعض الأماكن، وبعض الأماكن لم يظهر بها شئ، والوقت بدرى فإنه خامس يوم من فصل الشتاء، والأمر لله يفعل ما يريد ولا يسؤل عما فعل.

وفى هذا اليوم اهتم السلطان - نصره الله - بتجهيز تجريدة ثانية لقتال شاه سوار، وذكر أنه يعينها فى أول شعبان.

وفى يوم الأربعاء خامسه ركب السلطان من قلعة الجبل بغير قماش الخدمة فى نفر من خواصه وألزامه وقصد بركة (٣) الجب فوصلها، ثم توجه إلى خانقاه سرياقوس، ثم رجع إلى مدينة عين شمس (٤) الخراب التى بها العمود المسمى بمسلة فرعون، فنزل بها وأقام يومه هناك، وعاد إلى القلعة فى آخر النهار


(١) المقريزى: الخطط ٢/ ١٥٢
(٢) الوارد فى التوفيقات الإلهامية، ص ٤٣٧، أن السبت أول جمادى الآخرة يوافق الحادى والعشرين من كيهك القبطى (١٧ ديسمبر ١٤٦٨ م).
(٣) هذا اسم آخر لبركة الحجاج، راجع ما سبق ص ١٩ حاشية رقم ١.
(٤) راجع عنها محمد رمزى: القاموس الجغرافى ١/ ٣٣٩ - ٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>