للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدة متون فى مذهبه، واشتغل على والده وغيره، فبرع فى الفقه والنحو والأصول وغيرها، وأفتى ودرّس فى حياة والده، ورشح لقضاء القضاة بالديار المصرية فى حياة والده، فلما مات والده أكبّ على الإقراء والتدريس والإفتاء، وكان لما عزل والده عن القضاء بصلاح الدين بن بركوت المكينى (١) وقع من صلاح الدين حكم فى مسألة، فأفتى صاحب الترجمة ببطلانه وتعصّب له جماعة، وتعصب لصلاح الدين قوم، وعند الله تجتمع الخصوم.

وكان زهرا لطيفا بشوشا مطبوعا على الخير محافظا على الصلوات، وشرع بعد موت والده - رحمهما الله - فى تكملة كتاب والده الذى كتبه على المزنى، وسلك فى ذلك أحسن مسلك، ولم يزل على خير ودين وعفة وصيانة وأمانة إلى أن مرض أياما قليلة فمات فى يوم الثلاثاء سادس شوال، ودفن بالقرافة من الغد وهو فى الكهولية. وكان بينى وبيه وبين والده صحبة زائدة وتردد، ويودنى كثيرا هو ووالده رحمهما الله، وأسكنهما رياض جنان فضله، وكرمه اليانعة بفضله.

[٢٣ - محمد بن عبد الرحمن بن حسن القاضى فتح الدين ابن وجيه الدين ابن بدر الدين ابن سويد]

، أحد التجار ونواب الحكم المالكية بمصر القديمة حيث كان سكنه، وكان معدودا من فقهاء المالكية ولديه فضيلة وينعت بمال وافر، حتى إن السلطان أخذ من ولده بعد وفاته جملة من الأموال بنحو ستة آلاف دينار، وكان مع هذا المال الجزيل ساقط المروءة بهدلا فى الدول، وقضيته مع كسباى [الدوادار] (٢) مشهورة فى الضرب والحبس والبهدلة، كل ذلك لشح كان فيه وبخل زائد وتقتير على عياله ونفسه مع اجتهاد كبير فى تحصيل المال.


(١) فى الأصل «الأمنى» والتصحيح من ترجمة أبيه فى الضوء ١٠/ ١٠٣٣.
(٢) الإضافة من الضوء اللامع ٦/ ٧٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>