للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا شرع فى اختصار «الأطراف» للمزى. وأخذ عنه بعض الطلبة. وتوفى فى شهر جمادى الأول من هذه السنة، وكانت له جنازة شهدها الفضلاء والطلبة وأثنوا عليه خيرا، وخلف بنتين متزوجتين [ولما مات (١)] جاءت تركته نحو المائتى دينار، فخص خانقاه سعيد السعداء منها شئ لأنه كان صوفيا بها فشاركت بيت المال، والله يعفو عنه ويرحمه.

[١١ - [محمد بن عبد الرحمن] أبو الفوز ربيب سيدنا قاضى القضاة شمس الدين الأمشاطى العنتابى الحنفى]

، كان خليفة الحكم بالديار المصرية عن قاضى القضاة سعد الدين وقاضى القضاة محب الدين ابن الشحنة، وكان زهرا نورا حشما له خلوة بالصالحية (٢) النجمية بجوار زوج والدته قاضى القضاة شمس الدين المذكور يحكم فيها والناس يكرمونه (٣) لأجله، وهو خفيف الوطأة كثير التواضع حسن الشكل، يركب البغلة الجميلة ويلبس الأثواب البهية ويقرأ على عمه المذكور وعلى الشيخ أمين الدين الأقصرائى وغيرهما، وكان باسمه تصوف بمدرسة الأشرف برسباى المجاورة للوارقين فخرج عنه بعد وفاته لقريبه الشيخ شهاب الدين بن اسماعيل بن الصائغ (٤) وكان ذلك من أهله فى محله، وفجعت به والدته (٥) وأسفت عليه أسفا زائدا وهى معذورة.

وتوفى فى يوم الأحد خامس عشرى شهر الله المحرم من هذه السنة، وخلف بنتا صغيرة وزوجة ووالدته المذكورة، وكانت له جنازة حافلة مشهودة حضرها القضاة والعلماء والفضلاء والمشايخ وأعيان الرؤساء، وصعدوا معه إلى


(١) فى الأصل «وبيت المال وجاء» وقد بدلناها ليستقيم المعنى.
(٢) مدرسة الصالحية النجمية من إنشاء الصالح نجم الدين أيوب، وكان موضعها من جملة القصر الكبير الشرقى وذلك بخط بين القصرين، وكانت للمذاهب الأربعة، انظر المقريزى: الخطط ٢/ ٣٧٤.
(٣) فى الأصل «يكرموه».
(٤) راجع عنه الضوء اللامع ج ١ ص ٢٣٩.
(٥) ذلك أنه مات وعمره زاد على الأربعين سنة، انظر الضوء اللامع ٨/ ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>