للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نيابة القلعة فى دولة الملك المؤيد أحمد بن الأشرف إينال وخامر عليه ونزل إلى بيت الظاهر خشقدم مع القائمين على المؤيد، فلما تسلطن الظاهر خشقدم أنعم (١) عليه بنيابة غزة ثم بصفد، ثم صرفه عنهما إلى البلاد الشامية من جملة الأمراء المقيمين بها، فاستمر إلى أن أنعم السلطان عليه بنيابة حماة عوضا عن بلاط وتوجه إليه القاصد بذلك، فوصل الخبر من حماة أن قاصد السلطان وجده باللاذقية فقرأ عليه المرسوم - وكان سكرانا - وهو يتعاطى ذلك فشرق فمات فقال بعضهم ﴿حَتّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ (٢) فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين.

وكان عفا الله عنه أهوج حرجا خفيف العقل طائشا لا يطاق إذا حكم، وإذا غضب فيرضى بالمال، وقدم على ما قدم ﴿وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ (٣) ويجتمع هو وخصومه عند الله تعالى يحكم بينهم بعدله.

٩ - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن، الشيخ جلال الدين بن الشيخ شهاب الدين بن الشيخ جلال الدين القمصى (٤) الشافعى المسند الفاضل العالم الصالح

، صار له سند عال فى آخر عمره فإنه أدرك الأشياخ وأخذ عنه الناس المتأخرون (٥) من أبناء عصره، وعمر نحوا من ثمانين سنة تخمينا، وكانت له فضيلة ومشاركة وفهم وذوق وبشاشة ودين ولين جانب واتضاع زائد مع القناعة، وكان يعمل الميعاد الذى يقرؤه قاضى القضاة علم الدين صالح البلقينى (٦)


(١) فى الأصل «وأنعم».
(٢) قرآن كريم ٤٤:٦.
(٣) قرآن كريم ٢٢٧:٢٦.
(٤) نسبة إلى منية القمص بالقرب من منية بنى سلسبيل، انظر الضوء اللامع ٤/ ١٦٥.
(٥) فى الأصل «المتأخرين».
(٦) انظر الضوء اللامع ٣/ ١١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>