للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنه يغضب على من قرّبه وجعله أميرا ويستمر على ذلك الأشهر بل الأعوام، هذا مع دينه المتين ومحافظته على الصلاة والصيام، ولكن عنده تعصب على الأمر الظاهر الجلى القطعى، وعرف غالب الفضلاء من أرباب المذاهب وغيرهم ذلك منه، والله تعالى يعامله بعدله سريعا.

[شهر جمادى الأولى]

أهل بالجمعة، ويوافقه من شهور القبط ثانى عشرى هتور.

لبس السلطان القماش الصوف المعد لبسه لفصل الشتاء وخلع على الأمراء الألوف الفوقانيات الصوف بباب الحريم على العادة كل سنة، وخلع السلطان الفوقانى - الذى هو لابسه - لرأس نوبته الكبير، ثم يصير كل جمعة لمن دونه وهلم جرا إلى أن ينتهى الشتاء.

وفى يوم الاثنين رابعه انتهت نفقة السلطان على مما ليكه من الجامكية بعد أن قطع منها جمع توفر منه نزر يسير على ما قيل بالنسبة لمقام السلطان، وأكثر من قطع من المتعممين وأولاد الناس، وأما اللحم والعليق فتوفر منهما جانب كبيرا، ولا بد نذكر ما تحرر من متوفر الجامكية واللحم والعليق إذا انتهى، فإن الأمر إلى الآن ما سكن.

وفى يوم الخميس (١) حادى عشريه سافر الأمير تمراز الإبراهيمى (٢) بل الشمسى أحد المقدمين الألوف إلى الوجه الغربى من أسفل مصر لمصلحة الجسور وعملها، وصحبته ما تقدم ذكره من المماليك هيئة تجريدة لردع المفسدين فتوجه للمحلة وأقام بها.


(١) فى الأصل «الاثنين»، على أنه ورد فى التوفيقات الإلهامية، ص ٤٣٧ أن اول جمادى الأولى كان يوم الخميس، الموافق ٢١ هاتور ١٧ نوفمبر ١٤٦٨.
(٢) السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>