للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم الاثنين خامس عشريه ورد الخبر على السلطان بأن درندة ملكها شاه سوار عنوة، وأخذ المدينة والقلعة من نائب السلطان المشهور بابن بلبان، وذلك بموافقة أهلها مع شاه سوار، وقتل (١) أعوان شاه سوار المذكور ابن بلبان واحتاطوا على موجوده، ولم يصل إلينا تفصيل أخذها على التحرير، فشق هذا الخبر على السلطان - نصره الله - بل وعلى كل من سمعه، وعظم هذا الأمر على المسلمين، ولله عاقبة الأمور.

وفيه حضر السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - نصره الله - تفرقة الجامكية على المماليك السلطانية، ففرقت بين يديه بالحوش السلطانى من قلعة الجبل على حكم الشهر الماضى، لكنه لم يبد ولا يعيد، فإنه تنكد وحصل عنده أمر عظيم من خبر درنده، واستمر يفرقها بحضرته فى كل شهر، ثم ترك ذلك، ثم طلب تفرقتها بحضرته.

*** وفيه خلع على الأمير جوهر النوروزى (٢) الطويل الحبشى الذى كان استقر فى نيابة تقدمة المماليك ثم فى التقدمة، واستقر فى وظيفة الزمامية والخازندارية عوضا عن الأمير جوهر التركمانى (٣) الهندى ببذل شئ من الحطام.

وفى يوم الجمعة ثانى عشريه قدم المقر الأشرف المعظم المفخم عظيم الدنيا ومشيرها ووزيرها وداودارها الكبير وصاحب حلها وعقدها من بلاد الصعيد وصحبته عدة من العربان ونسائهم وأولادهم نحو أربعمائة نفر، ففرقوهم على الحبوس فنال ذنب عقابه فيه، وقال الجمال يوسف بن تغرى يردى المؤرخ فى تاريخه عند ذكر قدوم الأمير المذكور دامت نعمته وسعادته: «وصل الأمير


(١) فى الأصل «وقتلوا».
(٢) السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ٣٣٢
(٣) السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ٣٣٣

<<  <  ج: ص:  >  >>