للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الجمال يوسف بن تغرى بردى المؤرخ: «وطباعه تشبه الأقباط حتى قيل لى إن جد أبيه سويدا باشر دين النصرانية فعند ذلك تحققت ما تشككت فيه، وعلى كل حال فهو من لا يتأسف أحد على موته. توفى بمصر القديمة - حيث كان سكنه - فى يوم الاثنين سابع (١) عشر ذى القعدة ودفن من الغد بالقرافة ومات وهو فى آخر الكهولية وكان قد عظم وضخم عند مستنيبه.

[٢٤ - مغلباى طاز ابن عبد الله، الأمير سيف الدين المؤيدى [شيخ] الأبو بكرى، أحد مقدمى الألوف بالديار المصرية]

، وهو من عتقاء المؤيد شيخ فصار خاصكيا بعده ودام على ذلك سنينا إلى أن تسلطن الملك الأشرف إينال فجعله من الأمراء العشرات، فاستمر على ذلك إلى أن تسلطن خجداشه الملك الظاهر خشقدم نقله إلى إمرة طبلخاناة وجعله أمير الحج بالمحمل، ثم استقر به أمير مائة ومقدم ألف، ودام على ذلك حتى كانت الفتنة التى خلع فيها حموه وصهره الظاهر بلباى من المملكة، نفى مغلباى هذا إلى ثغر دمياط بطالا، فدام به إلى أن مات بالثغر المذكور فى العشر الأول من شهر صفر فى هذه السنة.

وكان شجاعا ديّنا خيرا كريما قوالا بالحق فيما لا ينفعه ولا يضره بل مجرد هذيان يصدع الأدمغة، مع سلامة الباطن وصفاء الخاطر وحسن العشرة وقول الحق مع الخفة الزائدة. عفا الله عنه.

٢٥ - يلباى بن عبد الله الملك الظاهر المشهور والمعروف بيلباى تلى أى المجنون (٢) وأصله من عتقاء الملك الظاهر جقمق بواسطة قبضه على الملك العزيز يوسف (٣)


(١) الوارد فى الضوء ٧/ ٧٤١، ص ٢٨٨ أنه مات يوم الاثنين ١٩ ذى القعدة.
(٢) فى الأصل «مجنونا»، وقد نعت هذا النعت لجرأة كانت فيه وحدة مزاج، راجع الضوء ٣/ ١١٣١
(٣) السيوطى: نظم العقبان، ص ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>