للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن برسباى لما تسحب من قلعة الجبل فى شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وثمانى مائة، ثم نقله إلى إمرة طبلخاناه واستمر عليها إلى أن قبض عليه الملك المنصور عثمان بن الملك الظاهر جقمق، وقبض عليه مع من قبض عليه من الأمراء المؤيدية وسجنه بثغر الإسكندرية، فدام به إلى أن أطلقه الملك الأشرف إينال فى أوائل سلطنته هو ورفقته، وأعاد عليه إفطاعه بعد موت سو نجبغا (١) الناصرى، ودام على ذلك دهرا إلى أن صار أمير مائة ومقدم ألف فى أواخر سنة أربع وخمسين وثمانى مائة.

وكان شرس الأخلاق سريع الانحراف، فلما مات الأشرف إينال وتسلطن ولده المؤيد أحمد، وخلع وتسلطن بعده خجداش صاحب الترجمة الملك الظاهر خشقدم استقر به (٢) حجوبية الحجاب عوضا عن بيبرس خال الملك العزيز يوسف ابن برسباى، ثم نقله إلى الأمير آخورية الكبرى عوضا عن بيبرس البجاسى بحكم استقراره فى نيابة طرابلس، فدام فيها إلى أن استقر فى أتابكية العساكر دفعة واحدة عوضا عن خجداشه قائم من صقر خجا المؤيدى بحكم وفاته فجأة فى الليل وهو ببيت الراحة، ودام فيها (٣) إلى أن تسلطن بعد وفاة خجداشه الملك الظاهر خشقدم سنة اثنتين وأربعين وثمانى مائة فى آخر يوم السبت عاشر ربيع الأول.

وكانت سلطنته هينة وضيعة بالفقيرى فإنه لم يركب فرسا على قاعدة الملوك وأبهتهم، وقد قدمنا ذكر ذلك فى حوادث هذا الكتاب عند سلطنته فلا حاجة إلى إعادته (٤).


(١) كان قد تأمر فى أوائل دولة جقمق، انظر الضوء اللامع ٣/ ١٠٩٣.
(٢) فى الأصل «فاستتر».
(٣) أى فى الأتابكية.
(٤) هذه إشارة إلى جزء سابق من هذا التأليف ولكنه مفقود حتى الان.

<<  <  ج: ص:  >  >>