للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمقلب سمور ومدة عظيمة؛ وقد قدّمنا ذكر صعوده للسلطان ولبسه الكاملية الثانية والإنعام عليه بالفرس والسرج والكنبوش.

وأما أخت (١) المنصور - جهة المقر الأشرف الأتابكى أعزّ الله أنصاره - فاهتمت بحضوره (٢) وخلعت على المبشرين بمقدمه خلعا سنية، وخلع السلطان على المبشر بقدومه كاملية بسمور، وأنعمت أخته عليه بمائة دينار.

ووصل سيدى أبو السعود (٣) - ولد شيخنا شيخ الإسلام الأمين الأقصرائى من الحجاز، وخلع عليه من السلطان، وكذا على شيخنا قاسم الحنفى.

وفى يوم الثلاثاء ثامن عشرى (٤) شهر تاريخه سافر عظيم الدنيا - ومدبرها ومشيرها ووزيرها وأستادارها الكبير وملك الأمراء بالوجهين القبلى والبحرى وما مع ذلك: يشبك من مهدى مهّد الله له السعادة مهادا، والبلاد والعباد على وفق مطلوبه السعيد، وبلّغه ما يريد - إلى الوجه القبلى فى ضخامة عظيمة وأبهّة زائدة وحرمة وافرة كما هى عادته، وفى خدمته من المماليك السّلطانية خمسمائة نفر خارجا عن مماليكه المشتروات والخدّام والمشاة الذين استخدمهم، وعدّة المشاة خاصة مائتان وأربعون نفرا.

[شهر صفر الأغر]

أهلّ بيوم الخميس، ففى سحر هذا اليوم صعد (٥) قضاة القضاة لتهنئة السلطان بالشهر على العادة فوجدوه ركب من قلعة الجبل وتوجّه إلى الخانقاه


(١) أى أخت المنصور عثمان بن جقمق.
(٢) أى حضور أخيها المنصور عثمان بن جقمق.
(٣) هو يحيى بن محمد بن إبراهيم، وأمه أمة فرنجية من سبى قبرص، وقد مات فى حياة أبيه فى ذى الحجة ٨٧٩ هـ، ومات أبوه فى السنة التالية، وبذلك ختم بيت الأقصرائى، انظر السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ١٠٠٨، ج ١١ ص ١١٤ - ١١٥.
(٤) فى الأصل «عشرين».
(٥) فى الأصل «صعدوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>