للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان آية من آيات الله وعجبية من عجائب الله فى شبيبته من حسن الصوت والنغمة حتى يضرب بحسن صوته المثل، وشاع ذكره بذلك غربا وشرقا، فلما بلغ الحلم انقطع صوته بالكلية، ثم بعد حين فتح الله عليه وصار قطيعا داخلا من كثرة الطرب الذى يأتى به وحسن الأصول، وكان له نظم سافل، وإذا طرب صفق بيديه وتتحرك جميع أعضائه، وله تنسّك يخالطه بعض (١) تهتك، مع ثقل فى مجالسته لا سيما لما يتصرف، ومع هذا كان نادرة (٢) بعد شهاب الدين أحمد بن القرداح (٣) ولم يخلف بعده مثله، ووعظ الناس مرة بقية (٤) المنصورية فصدر منه سقطات، فأرادوا القيام عليه فرجع واستغفر.

مات فى ذى القعدة من هذه السنة، وكان لنا به صحبة أكيدة. رحمه الله تعالى.

[١٢ - قائم بن عبد الله الأمير سيف الدين الأشرفى المعروف بقائم طاز]

، أحد امراء الألوف بحلب ودوادار السلطان بها، وهو من عتقاء الملك الأشرف برسباى وخاصكيته الصغار بعد أن طالت أيامه فى الجندية والخاصكية، إلى أن توفى الملك الظاهر جقمق وتسلطن ولده الملك المنصور عثمان أنعم عليه (٥) بحصة القصر، فلما وثب الأتابك إبنال على المنصور كان صاحب الترجمة من حزب الأتابك إينال، فلما تسلطن قرّبه وأنعم عليه بإمرة عشرة وجعله من جملة رءوس النوبة، ثم بعد مدة نقله إلى إمرة طبلخاناة، ثم انتقل فى دولة الظاهر خشقدم إلى الخازندارية الكبرى، فلم تطل مدته بها، وقبض عليه مع من


(١) فى الأصل «بعد».
(٢) فى الأصل «نادر ح».
(٣) بضم القاف نقلا عن الضوء ٢/ ٤٠٧.
(٤) هى التى أنشأها المنصور قلاون (خطط ٢/ ٣٧٩).
(٥) بعد هذا كلمة غير مقروءة فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>