دعائه وثنائه له، وأنه مملوك السلطان، وأنه قتل من أولاد تمرلنك عدة، وأنّ مقصوده رضى السلطان، فأنزل رسوله فى دار الضيافة وأكرم، ووصل صحبته هدية من بلخش وعين هر وغير ذلك فقبلت.
وكذا وصل الخبر عن ابن عثمان أنه ملك أعظم بلاد الفرنج التى هى البندقية ولله الحمد والمنة على ذلك.
يوم السبت المبارك تاسع عشريه خرج إينال الأشقر - لا ردّه الله - إلى مصر إلى الريدانية للقتال مع شاه سوار خذله الله وأراح المسلمين منه.
وبلغنى أنّ السلطان - نصره الله - لما مرّ به طلب إينال المذكور ويرقه وبركه وهو جالس بالقصر فما أعجبه شئ منه، مع أنه دفع له إثنى عشر ألف دينار، ومن السلاح والخام والجمال والخيول والغلال شئ كثير، خارجا عما أنعم عليه به عظيم الدنيا المقر الأشرف الكريم العالى السيفى يشبك من مهدى - أدام الله سعادته - من ذهب وغير ذلك، ومع ذلك سأل السلطان فى نيابة الشام فأعرض عنه وغضب وأمره بالخروج ولم يخلع عليه خلعة السّفر، وهكذا وصل إلىّ الخبر.
والسبب فى سفره أن قرقماس (١) الظاهرى جقمق الفارس البطل الشجاع الذى جاهد بقبرص وأقام بها مدة سنين وقتل من إخوته بها من المماليك السلطانية نحو المائتى نفر وسلمه الله تعالى وخلص، وكل ذلك فى دولة الأشرف إينال - هو الآن نائب ملطية وبيّض وجهه عند السلطان فى وقائع شاه سوار، وقبض على إخوته ونهب ما معهم أرسل إليه يهدده ويقول له إنه يهدم ملطية ويفعل به كذا وكذا، فأرسل لنائب حلب يخبره بذلك ويطلبه إليه، فامتنع إلا بإذن السلطان، فقام بعض الأمراء من حلب لما سمعوا بذلك وكلموا نائب
(١) أمامها فى الهامش بالأصل «قرقماس المذكور منسوب إلى الأشرف إينال».