للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه السلطان بمصلى المؤمنين ومن حضر من الأمراء والمماليك السلطانية.

وأرسل السلطان نصره الله يشاور الأتابك أزبك فيمن يصلح لنيابة الشام، والله أعلم بذلك.

وفى يوم الأحد سابعه ركب السلطان نصره الله من قلعة الجبل وتوجّه إلى طرى فأقام بها إلى آخر النهار فى أكل وشرب وعاد إلى محل مملكته.

يوم الاثنين ثامنه وصل الخبر من البحيرة بوفاة الجناب الفخرى ابن السكر والليمون (١) وهو المباشر الآن بالبحيرة، وكان دهقانا عارفا بالكتابة وحصل له فالج، ولم يعتق من المباشرة، وكان استقرّ فى نظر الديوان المفرد، ولما بلغ زوجته وفاته هربت - وهى بنت تقى الدين البلقينى - فقبضوا على ولده الصغير الذى ليس له سواه وعمره أقل من عشر سنين، ورسم عليه لأجل أخذ المال بأمر الأمير الدوادار الكبير، وإلى الله المصير.

ثم إن المقر الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله على المسلمين شفع فى الولد الصغير فأطلقه وعمل مصلحته، فجزاه الله خيرا، دنيا وأخرى.

يوم الأحد حادى عشره صنع السلطان مدة عظيمة لقصّاد حسن باك ملك العراقين وحضروا بين يديه فأكلوا وشربوا وانصرفوا وأضافهم الدوادار الكبير بعد ذلك.

وتكرر ركوب السلطان إلى طرى ومصر وأعمالها، وقد قدمنا أن هذا لا يحصر لكثرته.

وفى أمسه رسم السلطان بتوسيط اثنين (٢) بعد إشهارهما على الجمال وعرضهما


(١) هو إبراهيم بن فخر الدين، القبطى أبوه، وأمه خديجة ابنة التقى ابن البدر بن البلقينى، راجع السخاوى: الضوء اللامع ج ١ ص ١٨٣.
(٢) فى الأصل «إثنان».

<<  <  ج: ص:  >  >>