للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخلع عليه وأكرمه، وكيف لا وهو متصف بهذا الوصف الحسن قريبه (١) أيضا. وكان له موكب عظيم وحضر إليه الأعيان والأمراء فسلموا على العادة.

وأما قضية الصندوق التى تقدمت وأن الورثة تقاسموا المال انتقض عليهم وأخذ منهم ورسم على أمين الحكم وطلب منه حساب الأيتام، ولولا العناية ما حصل له خير ولا شر قليل.

ووصل الخبر بوفاة يونس (٢) دوادار المقر الأشرف الكريم العالى رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين بالرملة فى يوم الرابع والعشرين من شهر تاريخه، وهو إنشاء الله فدا أستاذه، أبقاه الله وأيده، وكان يونس عاقلا ذكيا رئيسا محتشما لعل ما فى بيته أحشم منه، .

يوم الأحد سادس عشره قبض على صوفى من خانقاه (٣) سعيد السعداء يعرف بابن الخليلى بسبب أنه فتح حاصل قمح فى المدرسة واختلس منه، فقام الصوفية عليه ورفعوا أمرهم لعظيم الدنيا وصاحب حلها وعقدها ومدبر أمورها وشهيرها وأستادارها ودوادارها الكبير رعاه الله وحماه، وذكروا أنهم وجدوا هذا فتح الحاصل المرصد لخبز الفقهاء وأراد يأخذ منه «فقبضنا عليه، وفى العام الماضى عجز [الحاصل] سبعين إردبا، وهذا الخرج الذى فيه القمح معه»، فأمر يضربه فضرب بالمفارع وأشهر على حمار فى الأسواق: «هذا


(١) المقصود بكلمة «قريبه» هنا خاله الأشرف قايتباى.
(٢) ليس فى تراجم من يسمون بيونس التى أوردها السخاوى فى الجزء العاشر من الضوء من عمل الدوادارية سوى يونس بن عمر بن جربغا ولكنه كان داودار فيروز النوروزى، انظر شرحه ٦/ ٦٠٠، ١٠/ ١٣١٢.
(٣) أورد الخطط ٢/ ٤١٤ - ٤١٥ أنها تنسب لسعيد السعداء الأستاذ قنبر أحد الأستاذين المحنكين من خدام القصر الفاطمى، وترجع أهمية هذه الخانقاه إلى أنها أول خانقاه فى مصر الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>