للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الله فى جميع أموره، وقال الجمال يوسف بن تغرى بردى المؤرخ فى تاريخه عند ذكره لركوب السلطان: «ولم يشكر أحد فعل السلطان لتوجهه إلى هذه المسافة البعيدة من غير استعداد ولا مماليك» انتهى.

وفى يوم الخميس سادسه ركب السلطان من قلعة الجبل وتوجه فى نفر يسير جدا، فسير إلى جهة من الجهات البعيدة ثم عاد إلى القلعة، وعندى أن مولانا السلطان - نصره الله - ليس عنده أعز من الركوب والتنزه ولا يبالى بأحد ولا يخاف إلا الله وهو حافظه ومعينه، وسبب هذا الركوب أن السلطان فى أمر عظيم بسبب هذا الخارجى (١) الوضيع الذى ليس له ذكر فى القديم ولا لآبائه، وقد صدر منه (٢) كسر العسكر المصرى والشامى وبهدلته ونهبه وقتل جماعات من أعيانه، فما شاء الله كان.

وفى يوم الجمعة سابعه وصل هجانى من الأتابك أزبك من ططخ مقدم العسكر المنصور للسلطان - نصره الله - مضمونه على ما بلغنى بالمعنى «بعد تقبيل الأرض والدعاء للسلطان أن العساكر المنصورة فى استظهار على عسكر شاه سوار المخذول، وأنهم ملكوا باب الملك وغيره من بلاد سوار، والنصر والظفر يكون عن قريب إن شاء الله تعالى».

وفى يوم الاثنين عاشره قدم إلى الديار المصرية الطواشى الحبشى المدعو سرور رسولا من ابن قرمان الذى هو الأمير شهاب الدين أحمد وعلى يده كتاب مرسله، مضمونه «الدعاء للسلطان، وأنه من جملة مماليكه، وأنه لا غنى له عن ملاحظة السلطان نصره الله»، وقدم هدية من مرسله، فقبلها السلطان وأكرم القاصد ورحب به وأنزله فى دار وأجرى عليه ما يليق به،


(١) يقصد بذلك شاه سوار.
(٢) أى من شاه سوار.

<<  <  ج: ص:  >  >>