وفيه توفى للسلطان الملك الأشرف أبى النصر قايتباى - عز نصره - ولد ذكر وسنه فى الثانية من العمر ولم يكن له ولد ذكر غيره، وهو من زوجته خوند بنت المجلس العلائى ابن خاص بك، مع أن السلطان - نصره الله - لم يتزوج فى عمره غيرها، ولم يتأخر للسلطان غير بنت أكبر من هذا المتوفى، سيأتى ذكرها.
وفى هذه الأيام أخذ الأمير زين الدين - الأستادار كان - من بيت مخدومنا رئيس الدنيا القاضى كاتب السر ابن مزهر حفظه الله، فحبس بالبرج من قلعة الجبل، وصار هو فى برج، وغريمه موسى بن غريب فى برج آخر.
وبعد العشر الأول من شهر رمضان أخذ الطاعون فى النقص قليلا بقليل بعد أن كان وصل فى اليوم الواحد إلى خمسة آلاف نفس على قول المكثر، وفى قول غيره أربعة آلاف، وكان معظم من يموت فيه من جنس المماليك وأولادهم الصغار والعبيد والجوارى والغرباء.
وفى يوم الأربعاء المذكور توفيت بنت المقام الشهابى أحمد بن الملك الأشرف برسباى، وأمها أم ولد، ثم ماتت أمها أيضا فى آخر الطاعون، وكانت أختها لأبيها ماتت قبل ذلك بأيام. وبموت هذه البنت انقرضت (١) ذرية الملك الأشرف برسباى ﵀ من الوجود.
ومع نقص الطاعون فالموت موجود بكثرة من أمراء وأعيان.
وفى يوم الخميس ثالث عشريه توفيت بنت السلطان الملك الأشرف أبى النصر قايتباى - عز نصره - وهى فى الرابعة من العمر ولم يتأخر له ولد غيرها مطلقا، فإنه لم يرزق غيرها و [غير] الولد الذى توفى قبلها.