للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ططخ بحكم انتقاله عنها إلى أتابكية مصر، عوضا عن الأمير جانبك الإينالى المشهور بقلقسيز الأشرفى، بحكم القبض عليه عند شاه سوار.

وفى يوم السبت تاسع عشريه وصلت رمة خوند (١) بنت الملك الأشرف إينال زوجة الأمير يونس - الدوادار الكبير كان (٢) من اسكندرية إلى القاهرة، فحضر السلطان نصره الله الصلاة عليها بمصلى الجوينى، ودفنت بمدرسة أبيها التى أنشأها بالصحراء خارج القاهرة، وكانت توجهت مع والدتها خوند زينب (٣) بنت ابن خاص بك لزيارة أخيها الملك المؤيد أحمد ولحضور ختان ولده، فحال وصولهم للثغر مات الولد الذى (٤) يريدون ختانه، ثم طعنت هى وماتت فحملت رمتها إلى القاهرة. وماتت وسنها دون الثلاثين سنة.

وانقضى هذا الشهر ولم ينفق السلطان الجامكية على أولاد الناس (٥) ولا الفقهاء والمنجمين ولا على مضاف كبار الدولة وعوّقوا الجميع، ولم ينفق سوى المماليك، ووقف له جماعة ممن لم ينفق عليهم فوعدهم أن يصرف لهم بعد فراغ نفقة المماليك السلطانية، وخاطبه (٦) الأعيان فى ذلك وحذروه قطع الأرزاق، وخاطبوه بكلام فيه نفع لدنياه وأخراه، فأجاب أنه ينفق لهم فى ثامن شهر ربيع الأول، وأخذ يتألم مما الناس فيه من الغلاء ونزول البحر بسرعة وما حصل فى البلاد من الشراقى، والمصيبة العظمى والطامة الكبرى فتنة شاه سوار وما صرف بسبب هذه الفتنة على التجاريد المتوجهة إليه، ونفود ما فى الخزانة من الأموال، مع القلق الزايد من هذا الأمر، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

***


(١) ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ١٨، السخاوى: الضوء اللامع ١٢/ ٥٥٦.
(٢) أى الذى كان دوادارا كبيرا، وهو تعبير شائع الاستعمال فى كتابات مؤرخى مصر المملوكية فى نهاية القرن التاسع الهجرى.
(٣) راجع ترجمتها فى الضوء اللامع ١٢/ ٢٦١.
(٤) فى الأصل «الذين».
(٥) هم فرقة حربية فى الجيش المملوكى كانت مقصورة على أبناء أمراء المماليك.
(٦) فى الأصل «وخاطبوه».

<<  <  ج: ص:  >  >>