للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذا اليوم الذى هو العشرون (١) من شهر تاريخه ويوافقه ثامن عشر توت القبطى فتح جسر بنى منجا (٢) والبحر يومئذ فى ثمانية عشر ذراعا وإثنى عشر إصبعا إن صدق الأمين، وهو نهاية زيادة النيل فى هذه السنة، وليته ثبت بل نقص نقصا فاحشا، ولا زال ينقص إلى أن انكشف.

وحصل فى زيادة هذا النيل غريبة هى أن أرباب التقويم أجمعوا أن البحر يعلو إلى أن يصل إلى زيادة عن تسعة عشر ذراعا وكذلك مراد خوس لماقيست فى يوم عيد ميكاييل جاءت عشرين ذراعا فأخطئوا أجمعين (٣)، وجاء الأمر بخلاف ما قالوا، فسبحان من لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى واختار من رسله وأصفيائه.

وفى الإثنين رابع عشريه خلع على الأتابك أزبك من ططخ خلعة نظر البيمارستان المنصورى (٤) على عادة من تقدّمه من الأتابكية، وتوجه إلى المرستان المذكور فى محفل عظيم وهو تك جسيم، فكشفه ووصّى على المرضى وضربت رنوكه، ورجع إلى داره مكرما مبجلا معظما.

وفى يوم الخميس سابع عشريه خلع على الأمير قانصوه اليحياوى الظاهرى المعزول عن نيابة الاسكندرية واستقر فى نيابة طرابلس عوضا عن الأمير إينال الأشقر بحكم انتقاله إلى نيابة حلب عوضا عن الأمير بردبك الفارسى المشهور بالبجمقدار بحكم انتقاله عنها إلى نيابة دمشق، عوضا عن الكفيلى أزبك من


(١) فى الأصل «العشرين».
(٢) انظر ابن دقماق: الانتصار ٥/ ٤٦، المقريزى: الخطط ٢/ ١٥١.
(٣) فى الأصل «أجمعون».
(٤) هو المارستان الذى بناه المنصور قلاوون بخط بين القصرين بالقاهرة المعزية، انظر فى ذلك النويرى: نهاية الأرب، ج ٢٩ ورقة ٢٨٢ ا (دار الكتب)، الخطط ٢/ ٣٧٩ - ٣٨٠

<<  <  ج: ص:  >  >>