للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم السبت ثالثه وصل السلطان نصره الله وأدام أيامه، وصحبته عظيم دولته أمير سلاح الدوادار الكبير ووزيره الأمير خشقدم الأحمدى الإمام والخازندار ومن توجهوا فى خدمته وصعد القلعة قبل الظهر، فوقف له العوام بين القصرين يطلبون منه محتسبا لما نزل بهم من السوقة من تصغير وزن الخبز وزيادة ثمن اللحم النيئ والجبن وسائر المطعومات مع أن القمح بمائتى درهم الأردب، والخبز نصف رطل بدرهم، والأبقار والأغنام رخيصة جدا ويبيعه (١) الباعة من المعلوف بإثنى عشر درهما الرطل [١٩٠ ب] والبقرى بثمانية الرطل مطبوخا مع أن رطل السوقة عشر أواق، والجبن المقلى فى هذه الأيام بتسعة دراهم الرطل، والأزرار والمشوى المالح بستة دراهم الرطل فأضر ذلك بحالهم، ثم وقفوا للسلطان فى هذا اليوم مرة ثانية بالرميلة، فرسم السلطان للأمير قجماس أمير آخور أن يطلب الخبز وينظر فى أمر المسلمين، فنزل (٢) الأوجاقية وصعدوا له من غالب الحوانيت بالخبز فنظر فيه، ثم صعد قضاة القضاة عقب صعود السلطان إليه فشاوروا عليهم فعادوا عليهم بالجواب بأن السلطان فى الحريم فرجعوا، ثم ركبوا بعد العصر وصعدوا القلعة فشاوروا عليهم فأرسل يعلمهم أنه حضر من السفر وعنده بعص وعثاء السفر ولم يحضر لهم، وأرسل يعتذر لهم بخادم من الخدام فرجعوا ولم يجتمعوا، وكان قبل طلوعهم إليه أرسل الأمير زين الدين يعقوب شاه المهمندار يعلمهم أن ينظفوا أبوابهم من الوكلاء ويمنعوا الصبيان الذين على أبوابهم فامتثلوا ذلك، وسببه أن المقر الأشرف السيفى خير بك من حديد الأشرفى أحد المقدمين الألوف كان وكيلا عليه فى مخاصمته مع خوند شقراء بنت الناصر عمر ابن الشيخ عز الدين الفيومى،


(١) فى الأصل «ويبيعوه».
(٢) فى الأصل «فنزلوا»، ولعلها فى هذه الحال «فانزلوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>