للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبلغ خير بك عنه أمور فشكاه للسلطان فوقع ما وقع، وطلب قاضى القضاة الشافعى الوكلاء وعمرا المذكور وشرط عليهم شروطا وأكد عليهم فيها وبالغ فيها، وقال عن نوابه إنهم ما يعملون شيئا، وأما نواب قاضى القضاة الحنفى فإنهم مقيدون فى الأحكام من ثانى عشرى ربيع الآخر سنة أربع وثمانين حسبما رسم لهم مستنيبهم أنهم لا يقع منهم حكم إلا بعد خطه على المستندات بالعرض أو التعيين، وما أحد من القضاة يعمل شيئا سوى نواب قاضى القضاة المالكى حفظه الله، فإنه لم يقيد عليهم وشيّخ أكثرهم، ويجيب عنهم فى غيبتهم وحضورهم.

وفى يوم الثلاثاء رابعه أصبح السلطان فرسم أن ينادى فى البلد حسب مرسومه الشريف أن اللحم الضأن من المعلوف بعشرة دراهم الرطل والصاج كذلك والمشوى بإثنى عشر درهما الرطل والمسولق بأحد عشر درهما، والبترمان [١٩١ ا] بأربعة عشر درهما الرطل، والسميط بستة دراهم، والجبن المقلى بسبعة دراهم، والأبيض بخمسة، والحالوم بستة، والدقيق بستين البطة، والخبز الماوى تسع أواق بدرهم، والرومى ثمانى أواقى بدرهم، فاطمأن الناس كافة بهذه المناداة وذلك بعد أن طلب السلطان السوقة لبين يديه والطحانين وهددهم بقطع الأيادى والتوسيط، ثم رسم للصاحب قاسم الذى هو الآن ناظر الدولة بالتكلم فى الحسبة إلى أن يختار محتسبا بنفسه، فشكى له السوقة من الفلوس: أن الرطل من الفلوس الجدد يكسب رطلا آخر من العتق، فطلب صناع الفلوس ورسم لقاسم أن ينظر أيضا فى ذلك؛ واتفق فى هذا اليوم الذى هو الرابع من شهر تاريخه حضور مدولب الفضة بآدر الضرب بدمشق، فرافعه شخص نصرانى أنه يعمل فى كل مائة درهم فضة خمسة دراهم من الزغل، فرسم بإيداعهما فى الحديد إلى أن يلهمه الله لما يريد.

<<  <  ج: ص:  >  >>