جان بك الخاسكى الظاهرى عوضا عن جقمق بحكم عزله، وغضب الأتابك أزبك عليه.
واتفق فى هذه الأيام أن شخصا من قضاة الريف يعرف «بقاضى البرلس» باع صغيرا حرا لبعض العربان فعرفه أبواه وشكيا القاضى للسلطان فضربه بالمقارع وسأله عن القصة فقال: «إن هذا الذى يدعى أنه أبوه باعه لى بشهود» فطلب منه الشهود فلم يشهدوا بشئ واستمر فى الترسيم، والله عالم بكل شئ.
يوم الخميس ثانيه حضر قاصد عظيم الدنيا الأشرف الكريم العالى المولوى المدبرى المنقذى المشيرى الوزيرى أمير دوادار كبير وأمير أستادار العالية وملك الأمراء بالوجهين القبلى والبحرى وأمير الباش على العساكر المصرية والشامية وما مع ذلك يشبك من مهدى مهد الله له البلاد والعباد من أنطاكيا إلى القاهرة فى سبعة عشر يوما، والمحضر ناصر الدين محمد بن نائب قلعة بهسنا ونائبها وعلى يده مطالعة تتضمن «إن العدو المخذول شاه سوار تفلل جمعه، وحضر إلينا عدة من عساكره، وأن الغلاء عنده عظيم، وأنه فر من الجبل الذى كان مقيما عليه وإنا ملكنا الجبل المذكور منه، ونستأذن الصدقات الشريفة هل نتبعه فى الجبال أم لا، وقد بلغنا قتل قرقماس نائب ملطية ودمرداش نائب سيس وضرب أعناقهما صبرا».
واتفق فى هذه اليويميات أن السلطان أمر بتجهيز مال للأمراء والعسكر المسافرين صحبة الأمير يشبك الدوادار الكبير، سهل الله له كل عسير، جملته مائة ألف دينار، ورسم للمباشرين بتجهيزها وتوجيهها فجهز المقر الزينى - كاتب السر حفظه الله - له أربعة آلاف دينار والمقر الكمالى ناظر الجيش نظيره، وكان قبل هذا طلب من المباشرين ثمن خيل، فجهز المقر الزينى - كاتم السر حفظه الله - أربعة آلاف، والمقر الكمالى ناظر الجيش مثله، ووزن الأستادار وناظر الخاص خمسة عشر ألف دينار، والمقر الشرفى الأنصارى