للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه خلع على الأمير تغرى بردى ططرى الظاهرى أحد المقدمين الألوف واستقر فى إمرة المحمل، وخلع على الأمير يشبك من حيدر صاحب الشرطة واستقر فى إمرة الأول، وتهيئوا للسفر.

وفى هذا الشهر صنع عظيم الدنيا أمير سلاح الدوادار الكبير وباش العسكر المنصور وما مع ذلك - نجاه الله من المهالك - معروفا عظيما للفقراء القاطنين بجامع الأزهر فى كل يوم من الخبز ألف ومائتا رغيف وطعاما يطبخ لهم فى كل يوم، فجزاه الله خيرا وتقبل منه، ثم إنه (١) بعد سفره تخاصم أهل الجامع فيما بينهم، وصاروا يرافعون بعضهم ويقولون: «هذا له وظيفة، هذا له قراءة»، حتى بطل ذلك والأمر بيد الله المالك.

وحضر الشيخ جمال الدين الكورانى الكردى فى أول هذا الشهر مشيخة سعيد السعداء التى أخذها عن الشيخ سراج الدين العبادى ولم يلبس لها خلعة، وحضر معه عظيم الدنيا المقر الزينى ابن مزهر الأنصارى ناظر ديوان الإنشاء حفظه الله وولده المقر البدرى أعزه الله والقاضى فتح الدين بن قاضى القضاة علم الدين صالح البلقينى، والقاضى شهاب الدين بن فرفور الدمشقى الشافعى ونعم الرجل دينا وأصالة وحشمة وكرما وأدبا وتواضعا والقاضى شهاب الدين ابن المحوجب الدمشقى الشافعى نديم مولانا المقر الزينى ابن مزهر ونعم الرجل كما وصفنا من تقدمه، وحضر عنده أيضا شيخ الشافعية الآن على الإطلاق الشيخ جلال الدين البكرى (٢) شيخ البيبرسية وكان له حضور زهر نور، وهو من أهل العلم فى النحو والاصول والتفسير والفقه، فعلا قدره فى المنطق وأصول الدين، وحضر معه سيدنا القاضى بهاء الدين ابن حجر وهو شيخه.


(١) فى الأصل «إنهم بعد سفره تخاصموا أهل الجامع».
(٢) هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد البكرى الدهروطى، برع فى الفقه والعربية، «وكان للشافعية به جمال فى حفظ المذهب» كما يقول السخاوى فى الضوء اللامع ٧/ ٧٣٤، وكانت وفاته سنة ٨٩١ هـ،

<<  <  ج: ص:  >  >>